حذر تقرير دولي حديث المغرب من الهجمات التي يتعرض لها عبر البرامج الإلكترونية الخبيثة المعروفة ب"حصان طروادة"، مبرزا أن المملكة تقع في صدارة الدول الأكثر استهدافا على صعيد القارة الأفريقية. وكشف التقرير الذي أعدته ونشرته "الأنتربول" أن المغرب تعرض ل18 ألفا و827 هجوما عبر البرامج الضارة في سنة 2022، متجاوزا جنوب إفريقيا التي حلت في المرتبة الثانية بستة آلاف و560 هجوما، ثم نيجيريا ب 5 آلاف و355 والجزائر ب691 ألف هجوم. وأوضح ذات التقرير أن البرمجيات الخبيثة المعتمدة على "حصان طروادة" التي تستهدف المغرب تهدد بشكل مباشر الحسابات البنكية المرتبطة بالأجهزة الإلكترونية كالهواتف والحواسيب، كما تخترق البيانات الخاصة للأفراد. وإلى جانب ذلك، أكد التقرير الذي أعدته "الأنتربول" استنادا إلى المعطيات التي جمعتها شركة "Trend Micro"، الرائدة في مجال الأمن السيبراني، أن المغرب مستهدف أيضا عبر "برامج الفدية" التي توفر عوائد مالية عالية لفائدة المهاجمين، وهو ما يرجح استمرار الزيادة في استخدامها ما لم يتم اتخاذ خطوات عملية لمكافحتها. ويأتي المغرب في الرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا بنسبة 8 في المائة من عدد الهجمات القائمة على "برامج الفدية"، بينما تأتي بوتسوانا ومصر في المرتبة الثالثة بنسبة 6 في المائة، ثم تنزانيا وكينيا في المرتبة الرابعة ب4 في المائة. ووفقا للتقرير نفسه، فإن ظاهرة الابتزاز الإلكتروني باستخدام البريد العشوائي تنتشر أيضا في المملكة، مؤكدا أن المغاربة تعرضوا لأزيد من 13 ألف محاولة ابتزاز إلكترونية، أي ما يعادل 69.24 في المائة من مجموع المحاولات المسجلة على صعيد القارة الإفريقية. وخلص تقرير "الأنتربول" إلى أن الارتفاع في عدد الهجمات الإلكترونية المستهدفة لدول القارة الإفريقية يرتبط أساسا بالإقبال الهائل على التكنولوجيا الرقمية بها، لا سيما في مجالات المالية والتجارة الإلكترونية، حيث سمح تطور هذه القطاعات للناس والشركات بالوصول إلى خدمات لم تكن متوفرة من قبل، لكنه أتاح في المقابل للمهاجمين فرصة النفاذ إلى معلومات الأفراد وبياناتهم التي يتم استهدافها بواسطة الهجمات الإلكترونية الخبيثة.