أصبحت الهجمات الإلكترونية، خلال السنوات الماضية، من بين أهم التحديات، التي تواجه المقاولات، والمؤسسات، التي أصبحت مرتبطة أكثر فأكثر بالأنترنيت، خصوصا أن هذه الهجمات تكبد الاقتصاد العالمي خسائر هائلة، وصلت إلى 445 سنويا. ومع وجود أكثر من 8.4 مليار جهاز إلكتروني متصل بالأنترنيت، فقد أصبحت كل المؤسسات على اختلافها مهددة بهذه الهجمات، أيا كانت الأجهزة الإلكترونية، التي تعمل عليها، سواء أنظمة ويندوز، وأنظمة لينوكس، وأندرويد، "iOs" ،" MacOSX"، والأنظمة الصناعية، والأشياء المتصلة، السحابيات. وارتفعت وتيرة الهجمات الإلكترونية المسجلة، خلال العام الماضي، بنسبة 752 في المائة، مع تسجيل أكثر من 400 مليون برنامج خبيث، حيث أصبح الكل مستهدفا، سواء كان ذلك مباشرة عن طريق عمليات مركزة، أو عن طريق هجمات واسعة المدى، أو عن طريق تأثيرات إيجابية (فيروس "Wannacry"، عمليات التصيد الاحتيالي «phishing» ). وتوجد 3 أنواع من الهجمات المعلوماتية هي الأكثر انتشارا، وتتمثل في برامج الفدية "Ransomware"، وهو برنامج خبيث يأخذ المعطيات الشخصية كرهينة، حيث يقوم هذا البرنامج بتشفير المعطيات الشخصية، ويطلب فدية من صاحبها مقابل مفتاح شفرة لاسترجاع البيانات. أما التصيد الاحتيالي "Phishing" فهو تقنية مستعملة من طرف المحتالين للحصول على معلومات شخصية بهدف استغلال الهوية. حيث تتمثل هذه التقنية في إقناع الضحية بأنه على اتصال مع جهة موثوقة: البنك، والإدارة… من أجل الحصول على معلومات شخصية: كلمة السر، رقم البطاقة البنكية، رقم أو نسخة بطاقة التعريف، تاريخ الإزدياد.. . النوع الثالث، الواسع الانتشار، يتمثل في التشويه المعلوماتي "défacement"، ويعني هذا تغيير شكل موقع إلكتروني بعد تعرضه للقرصنة. بمعنى أدق، يعني هذا الاستيلاء على الموقع الإلكتروني من طرف المخترق (الهاكر). وكغيره من البلدان، التي تعرف انفتاحا اقتصاديا، تعرض الاقتصاد الوطني لكم هائل من الهجمات، حيث تشير التقارير إلى تسجيل أكثر من 93 ألفا و800 هجوم من صنف "DDoS" (أي الهجمات، التي تستهدف إبطال خادم ما أو بنية تحتية معلوماتية ما). وتسهم بعض الممارسات الإلكترونية غير الآمنة للمقاولات المغربية في زيادة الخطر الإلكتروني، الذي تواجهه، خصوصا مع اعتماد هذه المقاولات لبعض الممارسات الإلكترونية غير الآمنة ومنها عدم الإنتباه إلى ما تحمله الإيمايلات من ملفات مشبوهة، وكذا استعمال 40 من المهنيين المغاربة لمفاتيح "USB" غير موثوقة، وغيرها من الممارسات، ما يجعل هذه المؤسسات عرضة لمخاطر كبيرة تستهدف بياناتها، ومعطياتها الخاصة، وكذا معاملاتها البنكية، والإدارية، وأرقامها السرية. وكمساهم أساسي في التحول الرقمي في المغرب، انخرط فاعل الاتصالات "إنوي" في الاستجابة للطلب المتزايد على الخدمات الخاصة بالأمن المعلوماتي، ليصبح أول فاعل يقدم حلولا متنوعة عبر خدمات "inwi Business"، حيث عقد من أجل ذلك شراكات مع رواد عالميين في مجال الأمن الإلكتروني، ليقترح عروضه الأمنية، التي أطلق عليها اسم "inwi Cyber Défense". وتهم هذه الخدمات للأمن المعلوماتي قطاعات السلامة العمومية، والقطاع المالي، والصناعة، وشبكات النقل، وإنتاج الطاقة، وتوزيعها، والتعدين، وإمدادات المياه وتوزيعها، والقطاع السمعي البصري، والاتصالات، والصحة، والتشريع، والعدالة والخدمات البريدية. عروض "inwi Cyber Défense" تتوزع على ثلاث فئات لتلبي متطلبات الحماية، والأمن الإلكتروني للمقاولات على اختلاف أولوياتها. وتتمثل الفئة الأولى من مقترحات "إنوي" الاستفادة من خدمات أول مركز مغربي لمراقبة أمن المعلوميات "SOC inwi Business" هو بمثابة برج مراقبة لأمن المعلوميات يقع بقلب مدينة الدارالبيضاء، يعمل على مدار الساعة ول7 أيام في الأسبوع لمواجهة الهجمات في وقت قياسي. لأجل ذلك عقد "inwi Business "شراكتين لتعزيز خبرته في هذا المجال؛ الأولى مع "Ineos"، الفاعل المعروف في مجال تكامل الحلول المعقدة للأمن المعلوماتي، والثانية مع "Symantec"، الرائد العالمي في مجال الحماية المعلوماتية. أما الفئة الثانية فتتمثل في "Business Protect" وهو العرض الأمني، الذي يتضمن دروعا للحماية يتلاءم مع حاجات كل المقاولات، حيث يعمل هذا العرض على الحماية الهجمات المعلوماتية، وفيروسات حصان طروادة، والرسائل الإلكترونية التطفلية، أو التي تحتوي على فيروسات، ومن ضُعف بعض البرامج، ومن البنيات، التي تعتمد على الأنترنت، ومن تأثير برامج التجسس، وهجمات التطبيقات، وسرقة البيانات، والتكنولوجيات القديمة أو غير المحدَّثة، وكذلك من برامج الفدية، أو البرامج الخبيثة. وفي هذا المجال عقد "inwi Business" شراكتين، الأولى مع Ineos، والثانية مع "Palo Alto Networks"، خبير الجيل الجديد لحلول الأمن المعلوماتي. أما الفئة الثالثة فتتمثل في حلول مضادات "DDoS" المُدَارة، والتي توفر حماية ضد هجمات حجب الخدمة، التي تهدف إلى جعل الخدمة غير متوفرة، أو تحول دون الوصول إلى الخوادم، وذلك بالإستفادة من شراكات "inwi Business" مع كل من "Ineos"، و"Arbor Networks"، الذي يقوم بتأمين الشبكات الأكثر تعقيدا في العالم ضد هجما "DDoS". غيوم بيردريو، مدير "inwi Business" قال إن هذه الأخيرة ومن خلال خدماتها في الأمن المعلوماتي، تستجيب لرهان مزدوج.، فمن جهة تساهم في تطوير تخزين سحابي مغربي محض ومستقل، وترفع كذلك تحديا كبيرا وضعته ‘الإدارة العامة لأمن نظم المعلومات'(DGSSI) فيما يتعلق بمكافحة الجريمة الإلكترونية، والتي يوفر لها "inwi Business" اليوم ردودا محددة، وفعالة، وملائمة"، مضيفا بأن "هذا دليل آخر على انخراطها إلى جانب المقاولات الوطنية، تصميمها على مساعدتها لإنجاح تحولها الرقمي".