شارك العشرات من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانوية التأهيلية الإمام مالك بمدينة أيت ملول، التابعة لمديرية إنزكان أيت ملول، في وقفة احتجاجية بسبب عدم تسلمهم نقط المراقبة المستمرة للدورة الأولى من الموسم الدراسي 2022/2023. ورفع التلاميذ شعارات تندد بعدم تسلمهم للنقط، مستنكرين ما وصفوه ب"استعمال ورقة التلميذ كوسيلة من وسائل الصراع المفتوح بين الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة". وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية من طرف التلاميذ بعد تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوعين الماضيين، تدعوهم لعدم العودة إلى مقاعد الدراسة بعد العطلة، إلى حين الإفراج عن نقطهم، فيما دعت منشورات أخرى إلى الاحتجاج أمام المؤسسات التعليمية. يذكر أن مجموعة من التنسيقيات التعليمية، ومن بينها "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، و "التنسيقية الوطنية لأساتذة الزنزانة 10 خريجي السلم التاسع"، و "التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية المقصيين من خارج السلم"، كانت قد أعلنت مقاطعتها تسليم النقط وأوراق الفروض وكل ما يتعلّق بنظام "مسار" لإدارات المؤسسات التعليمية، وذلك في إطار "برنامجها النضالي" الذي يطالب بتحسين ظروف الشغيلة التعليمية والاستجابة لملفاتها المطلبية. ويأتي هذا في الوقت الذي يعيش فيه قطاع التربية الوطنية بالمغرب احتقانا واسعا، بسبب تزايد الخلافات بين وزارة التربية الوطنية والنقابات، من جهة، والتنسيقيات التعليمية من جهة أخرى. ويشار أيضا إلى أن الفيدرالية الوطنية لأمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب، كانت قد أصدرت بلاغا أعربت فيه عن رفضها إقحام التلاميذ من طرف من وصفتهم ب"بعض الفئات" في خلافاتها المطلبية مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وأكدت الفيدرالية في بلاغها أن "حرمان التلاميذ والتلميذات من نقطهم ينعكس سلبا عليهم باعتبارهم الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية"، مشددة على رفضها "العبث بمصير التلميذ ومصالحه"، والتي اعتبرت أنها "خط أحمر لا يجب تجاوزه". وأعربت ذات الهيأة عن شجبها القوي "حرمان التلاميذ "الإرادي" من بيانات نقطهم المستحقة والتي تعد ثمرة جهد مادي ومعنوي ساهمت فيه الأسر والتلاميذ عبر تضحيات جسام". ومن جهة أخرى، سجلت الفيدرالية في بيانها أن "حرمان التلاميذ والتلميذات من نقط الفروض و الامتحانات يترتب عنه إحباط نفسي يؤدي إلى نفورهم من المواد الدراسية وضعف استعدادهم للاستحقاقات المقبلة". وأضافت الهيأة نفسها أن "العديد من مجالس الأقسام لن تنعقد لتقييم نتائج التلاميذ خلال الأسدس الأول نظرا لأن نسبة عالية من النقط غير مدرجة في منظومة مسار"، مبرزة أنه "يكفي أن لا تدرج نقطة مادة واحدة حتى يصبح من المستحيل الحصول على مستخرج النقط الذي يحتوي على معدل الدورة".