ستكون اللوحة الفنية التي ستحملها جماهير برشلونة يوم غد خلال لقاء العودة ضد بايرن ميونيخ من 90 ألف قطعة كتب عليها في المدرجات وسط الملعب كلمة “أورغول" التي تعني باللغة الكاطالانية “الفخر"، فيما ستحمل الجماهير وراء المرميين كلمة “بارصا"، كما يظهر من خلال تصميم هذا التيفو. هذا، و يحتاج برشلونة الإسباني إلى معجزة حقيقية لكي يقلب تخلّفه ذهاباً أمام بايرن ميونيخ الألماني (0-4)، عندما يستضيف الفريق البافاري في معقله “كامب نو" اليوم الأربعاء فاتح ماي، في موقعة قد تخلّد في أرشيف الكرة العالمية إذا حدث ما يستبعده الجميع ويصنّفونه في خانة “شبه المستحيل". و لم يسبق لأيّ فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا أن نجح في قلب تخلّفه بفارق أربعة أهداف ذهاباً إلى فوز في مصلحته، ومن هنا تكمن صعوبة مهمّة الفريق الكتالوني خصوصاً أنّه يواجه فريقاً لا وجود لنقاط ضعف في صفوفه. و بينما يتحدّث كثيرون عن الاحتمالات الهائلة وشبه المؤكّدة لوصول بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند الألمانيين سويّاً إلى المباراة النهائية لنسخة هذا العام ليكون النهائي ألمانياً صرفاً للمرّة الأولى في التاريخ، يرفض بايرن تماماً الحديث عن النهائي، ويفضّل التركيز بشدّة على لقاء الغد الصعب على حدّ تعبيرهم. و كان بايرن مُني في 2009 بأسوأ هزيمة له في دوري الأبطال، عندما سقط برباعية نظيفة أمام برشلونة على نفس الملعب قبل أن يتعادل الفريقان (1-1) في لقاء الإياب بميونيخ، وهو ما لم يغيّر من الأمر شيئاً، حيث أطاح برشلونة وقتها بالفريق البافاري من البطولة. و لا شكّ أنّ ال"بلاوغرانا" في حاجة ماسّة إلى جهود نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي لم يكن تعافى جيّداً من إصابة في ساقه تعرّض لها في الدور السابق ضدّ باريس سان جرمان وأعاقته كثيراً في مباراة الذهاب، وبعد عرض مخيّب ذهاباً ضدّ الفريق البافاري سجّل ميسي هدفاً رائعاً في نهاية الأسبوع الماضي في مرمى أتلتيك بلباو في المباراة التي انتهت بتعادل الفريقين (2-2). و قال مساعد مدرّب برشلونة جوردي رورا: “ميسي هو أفضل لاعب في العالم وبالطبع عندما تفتقد إلى خدمات لاعب من طينته يتأثّر الفريق سلباً. فهو دائماً مَن يحدث الفارق". و أضاف: “لا يزال يتابع برنامجاً خاصّاً للتعافي تماماً من الإصابة ومستواه في تحسّن تدريجي، وإذا ظهر بمستواه المعهود ضدّ بايرن ميونيخ فإنّ آمال الفريق ترتفع". و يعود إلى صفوف الفريق المدافع البرازيلي أدريانو بعد غيابه عن المباراة الأولى للإيقاف ليحلّ بدلاً من جوردي ألبا الموقوف في مركز الظهير الأيسر، وربّما ارتأى المدرّب تيتو فيلانوفا إشراك المدافع الفرنسي إريك أبيدال في مركز قلب الدفاع إلى جانب جيرار بيكيه أو ربّما الكاميروني أليكسندر سونغ. في المقابل يعود إلى صفوف بايرن ميونيخ قلب هجومه الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، الذي غاب عن المباراة الأولى للإيقاف أيضاً، ومن المتوقّع أن يستعيد مركزه على حساب ماريو غوميز. و على الرغم من تقدّمه المريح ذهاباً، فإنّ مدرّب الفريق البافاري يوب هاينكس لن يريح ستة لاعبين يواجهون خطر الغياب عن المباراة النهائية في حال حصولهم على بطاقة صفراء في مباراة الإياب، والأمر يتعلّق بقائد الفريق فيليب لام ودانتي وخافي مارتينيز ولويس غوستافو وباستيان شفاينشتايغر وماريو غوميز. في هذا الصدد أعرب هاينكس أنّه لا يشعر بالقلق من الإنذارات التي يستحوذ عليها ستة من لاعبي الفريق قبل لقاء الغد، والتي قد تحرمهم من المشاركة في المباراة النهائية للبطولة. و حرص هاينكس على منح مدافعيه دانتي وجيروم بواتينغ راحة من تدريبات أمس الإثنين. وقال هاينكس: “دانتي يعاني من نزلة برد خفيفة. ولذلك، رأيت أنّه من الأفضل له أن يظلّ في منزله. إنّه إجراء وقائي". و عن بواتينغ، قال: “شارك بواتينغ في مباريات كثيرة مؤخّراً". جدير بالإشارة أنّ بواتينغ هو الوحيد من التشكيلة الأساسية التي خاضت لقاء الذهاب أمام برشلونة، الذي شارك ضمن التشكيلة الأساسية أيضاً في مباراة بايرن التي فاز فيها (1-0) على فرايبورغ السبت الماضي ضمن منافسات الدوري الألماني “بوندسليغا". و في ذات السياق أكّد هاينكس على الموقع الرسمي للنادي على شبكة الإنترنت: “لن أقوم بأية تنازلات، سأشرك أفضل تشكيلة لدي ويتعين على اللاعبين أن يظهروا الانضباط على أرضية الملعب وهذا يعني لا داعي للاعتراض على قرارات الحكم ولا داعي لارتكاب مخالفة غير ضرورية وعدم السقوط في فخّ الاستفزازات وهذه عوامل حاسمة". و تابع: “برشلونة أفضل فريق في العالم وهو قادر على تحقيق نتائج قويّة على ملعبه. لقد خُدش كبرياء الفريق، وهو كالأسد الجريح يريد استعادة هيبته. يتعيّن علينا أن نكون في أفضل مستوى لنا". بدوره حذّر النجم الهولندي آريين روبن من قدرات برشلونة على تقديم انتفاضة رائعة في لقاء الغد. و قال روبن: “كثيرون يتحدّثون عن نهائي ألماني خالص في ملعب ويمبلي. ولكن حتى الآن ليس أمامنا سوى لقاء برشلونة. لا يمكننا أن نؤدّي بنسبة أقلّ ولو ب1% عمّا قدّمنا في مباراة الذهاب. إذا كان هناك فريق قادر على تعويض تأخّره 0-4 فلن يكون إلاّ برشلونة" في إشارة لإمكانيات برشلونة الرائعة وإبداعات ميسي الخارقة. و أوضح مانويل نيوير حارس مرمى بايرن أن نتيجة مباراة الذهاب كانت قاسية على برشلونة الذي سيسعى للدفاع عن سمعته في مباراة الإياب، قائلاً: “سنبذل كلّ ما بوسعنا لتجنّب حدوث كارثة". كما حاول فرانز بيكنباور الرئيس الفخري لنادي بايرن تسليط نوع من الضغوط على خصمه الكتالوني، حيث أكّد أنّه لا يشكّ في لجوء برشلونة إلى الحيل، بما فيها الحيل غير المشروعة خلال المباراة المرتقبة. و أوضح “القيصر"، في تصريحات نشرتها صحيفة “بيلد" الألمانية أمس الإثنين: “برشلونة سيستعين بأية وسيلة للإطاحة بنا من البطولة. سيستخدم طرقاً مسموح بها وطرقاً محظورة". و يرى بيكنباور، أنّ برشلونة سيحاول تشتيت تركيز لاعبي بايرن. يجب ألاّ ينزلق لاعبونا في المعارك الفردية".