ربما البعض من أغلبية أعضاء جماعة تزنيت قد يكونوا لأول مرة سيسمعون بحديقة اسمها حديقة الزرقطوني بتزنيت، والتي توجد أمام حي العسكر أو الحي الجديد و الذي -ربما – بدوره بعضهم سيسمعون باسمه لأول مرة . ففي قبالة حي العسكر الذي تعد كل عائلة به بمثابة ذاكرة حية لبطولات جنودنا البواسل في حرب الصحراء في نهاية السبعينات الى بداية التسعينيات، تنتصب حديقة مهملة رغم أنها تحمل بدورها اسم من رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي.. حديقة رغم أنه يفترض أن تشكل متنفسا أخضر للمدينة القديمة التي تفتقد للمساحات الخضراء، فهي نالت من التهميش ما لم تنله أية حديقة بعاصمة الفضة، رغم أنه أصبح من اللازم أن تفكر جماعة تزنيت في خلق متنفسات خضراء وخصوصا أمام معطى الكثافة السكانية المتزايد بالمدينة القديمة، وأيضا استحضار ا للضرورات الأيكولوجية والصحية التي هي حق من حقوق الساكنة. للأسف الشديد حديقة الزرقطوني، كان يمكن أن تكون حديقة نموذجية بأبعاد تاريخية وثقافية، تكريما أولا لساكنة حي العسكر وذاكرة شهداء حرب الصحراء المغربية، كأن يشيد بها نصب تذكاري يحمل أسماء الجنود الذين شاركوا في حرب الصحراء المغربية القاطنة أسرهم بحي العسكر المجاور للحديقة، على الأقل كشكل من أشكال الاعتراف بحي ظل دائما منسيا ومهمشا في المدينة، بل والاعتراف التاريخي برمزية وموضع حديقة الزرقطوني في ذاكرة وتاريخ أهل تزنيت وأحوازها، من منطلق كونه شكل فضاء مشتركا ( نوادير-انرارن- آل اغرابو الزكريين ) وفيه أيضا كانت تقام الحفلات الجماعية قبل إحداث ساحة المشور، كما أن أهم حدث عرفه فضاء موقع حديقة الزرقطوني هو احتضانه لجزء من احتفالات تزنيت باستقلال المغرب سنة 1956 ، حيث اضطلعت بالأمور التنظيمية آنذاك، لجنة تابعة لحزب الاستقلال مدعومة بالحرس المشكل من الشباب التزنيتي أعضاء الكشفية الحسنية. فضاء موقع حديقة الزرقطوني، يحمل دلالات تاريخية وثقافية واجتماعية للأسف لم يتم تثمينه واستثماره، حيث أصبحنا أمام فضاء حديقة نالت الكثير من التهميش والتبخيس، بدون أدنى مراعاة لحي العسكر وسكان المدينة القديمة وحقهم في فضاءات خضراء، وبدون وعي تاريخي بهذا الفضاء الذي يمكن أن يكون متنفسا ايكولوجيا رائدا، و في نفس الوقت فضاء اعتراف تاريخي بحي العسكر والمقاومة وذاكرة أيت تزنيت، إذا استطاعت جماعة تزنيت تأهيل هذه الحديقة، ليس بالأشجار والنباتات فقط بل بمجسمات وتعبيرات فنية وثقافية وتاريخية على جنباتها.. فهل ستعيد جماعة تزنيت الاعتبار لهذا الفضاء؟ وهل سيستوعب الرئيس عبد الله غازي رمزية هذا الفضاء وما يمثله في ذاكرة تزنيت وأبنائها؟ أم أن التهميش سيبقى سيد الموقف في انتظار موعد للاعتراف و التثمين، موعد قد يأتي و قد لا يأتي . عبدالله بن عيسى / أكادير 24