يتعالى صوت خرير الماء المتدفق من نافورة حديقة إنجلترا في طنجة، بعد إعادة تشغيلها إثر عملية تأهيل شاملة خضع لها هذا الفضاء الذي يعتبر أحد معالم الذاكرة التاريخية في المدينة، بعد أن كان إلى غاية شهور قليلة مهددا بالاندثار. وتتجلى هذه الحديقة الأثرية الواقعة قرب واحدة من أشهر المدينة، ويتعلق الأمر بساحة 9 أبريل (السوق البراني)، في حلتها الجديدة التي كان تعتبر ثمرة أشغال تأهيل خضعت لها خلال الأشهر الماضية، بمبادرة من السلطات المحلية، التي تفاعلت بشكل سريع، مع نداءات فعاليات مدنية تعنى بالآثار. وقد شملت عملية تثمين الحديقة، إعادة ترميم سقيفة النافورة المنهارة في وقت سابق، إلى جانب الأجزاء المتضررةِ منها على مستوى الأرضية، إضافة إلى تجهيزها بأعمدة الإنارة المفقودة منذ وقت طويل، وكذا تأهيل أرضية الحديقة وسورها كما تم بستنة الأجزاء الخضراء منها، وزراعة بعض النباتات والأزهار. ويأتي الانتهاء من عملية تأهيل حديقة إنجلترا، موازاة مع أشغال مماثلة تطال مختلف المحاور المرتبطة بهذه الساحة التي تكتسي طابعا تاريخيا، مما يؤهلها إلى لعب دور حيوي في الانتعاشة السياحية لمدينة طنجة، مع قرب الموسم الصيفي. ويقول نشطاء جمعويون، إن حديقة إنجلترا، تُعد فضاء تاريخيا مرتبطاً بذاكرة ساكنة مدينة طنجة كما هو شأن عدد من الحدائق بالمدينة، وكذا تشكيلها فضاء جمالياً ومقصداً لساكنة منطقة المصلى والمدينة القديمة، وعدد من الأحياء المجاورة.