دعا المشاركون في أشغال مؤتمر دولي منعقد بأكادير حول موضوع “الاستعمال المستدام للماء والأمن الغذائي في منطقة حوض المتوسط تحت تأثير التغيرات المناخية” إلى إحداث شبكة دولية لتشجيع زراعة “الكينوا” بالحوض المتوسطي اعتبارا لقيمتها الغذائية ولدورها في ضمان الأمن الغذائي. وشدد المشاركون في بيان أصدروه اليوم السبت في ختام أشغالهم على أنه “أمام ظاهرة التغيرات المناخية٬ تمتلك زراعة الكينوا مؤهلات كبيرة لضمان الأمن الغذائي اعتبارا لقيمتها الغذائية من جهة٬ ولقدرتها من جهة أخرى على التأقلم مع عدد من حالات الإجهاد اللاحيوي (جفاف٬ ملوحة المياه٬ ارتفاع درجات الحرارة)”. وأوصى المشاركون بضرورة تشجيع هذا النوع من الزراعة لتثمين “الأراضي الهامشية”٬ مبرزين أن “الكينوا يمكن زراعتها في ظروف مناخية متغيرة حيث لا يمكن لزراعات أخرى أن تعيش”. وأوضح البيان أنه لهذا الاعتبار تحديدا تم التشديد على إصدار توصية بإحداث شبكة دولية لتشجيع هذه الزراعة بالحوض المتوسطي من أجل تبادل المعطيات العلمية و مختلف نتائج البحوث المرتبطة بها وتنظيم دورات تكوينية للمزارعين والتقنيين المعنيين بهذه الزراعة وتحسيس المستهلكين بالمزايا الغذائية للكينوا و إعداد برامج للبحث بهدف تحسين المنتوج. وبهدف الاستجابة للطلب المتزايد على الموارد المائية في المنطقة المتوسطية٬ يضيف ذات المصدر٬ أوصى المشاركون بالقيام بمبادرات ملموسة تهم الممارسات الزراعية المرتبطة بتدبير ندرة المياه وبطرق استعمال الأسمدة و أشغال الأرض. واقترحوا في هذا السياق وضع نظم زراعية جديدة في مجالي الحبوب والخضروات لا تعتمد على إجهاد الأرض وتقوم على السقي الموجه وجمع مياه الأمطار وتداول المزروعات واستعمال زراعات قابلة للتأقلم مع التغيرات المناخية. واعتبروا أن مثل هذه المبادرات من شأنها المساهمة في تحسين إنتاجية الأراضي الفلاحية والرفع من مردودية استغلال الموارد الطبيعية٬ مشددين على أهمية اللجوء إلى الزراعات التي تتأقلم مع الجفاف وإلى تكثيف استعمال الموارد المائية غير التقليدية مثل المياه المالحة أو العادمة المعالجة. وقد شارك في أشغال هذا المؤتمر الدولي٬ الذي نظمه معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بأكادير بتعاون مع الاتحاد الأوروبي٬ أزيد من 200 مشارك وأكثر من 100 متدخل وأخصائي ٬ بالإضافة الى عدد من المهتمين بالقطاع الفلاحي واستدامته في ظل التغيرات المناخية ٬ من باحثين ومهندسين وصناع القرار ومستعملي المياه ومؤسسات دولية ومكاتب دراسات. كما تميز هذا الملتقى بحضور عدد من الشركاء يمثلون 9 دول أوروبية (الدنمارك وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان والبرتغال وصربيا والمملكة المتحدة)و 9 دول من حوض المتوسط (تركيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا ولبنان والأردن وليبيا)٬إضافة إلى دول أخرى (اليابان والبحرين والسعودية والسودان واليمن وأستراليا وأفغانستان وعمان وبروناي دار السلام). وتضمنت أشغال هذا المؤتمر سبعة محاور رئيسية للنقاش على شكل مداخلات وعروض (حوالي 80 تدخلا) ٬ بالإضافة إلى زيارة تقنية للتجارب الجارية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول وزيارة استكشافية لمنطقة “بوشان” بمراكش. ويهدف هذا الملتقى٬ الذي يندرج ضمن برنامج “سواب ميد” الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي ٬ إلى المساهمة في تحسين تعاقب المزروعات والزراعة المحافظة والتطرق إلى الممارسات الزراعية المستديمة لتخفيف الإجهاد اللاحيوي من أجل استقرار وتحسين المردودية وجودة المحاصيل وإلى إدماج النمذجة في تدبير الموارد المائية بالحقول والتقييم البيئي