انطلقت٬ مساء أمس الأحد بأكادير٬ أشغال مؤتمر دولي حول موضوع “الاستعمال المستدام للماء والأمن الغذائي في منطقة حوض المتوسط تحت تأثير التغيرات المناخية"٬ بمبادرة من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بأكادير بتعاون مع الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يحضر أشغال هذا اللقاء٬ الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 مارس الجاري٬ أزيد من 200 مشارك وأكثر من 100 متدخل وأخصائي٬بالإضافة لكل المهتمين بالقطاع الفلاحي واستدامته في ظل التغيرات المناخية٬ من باحثين ومهندسين وصناع القرار ومستعملي المياه ومؤسسات دولية ومكاتب دراسات. ويشارك أيضا في هذا المؤتمر العديد من الشركاء يمثلون 9 دول أوروبية (الدنمارك وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان والبرتغال وصربيا والمملكة المتحدة) و 9 دول من حوض المتوسط (تركيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا ولبنان والأردن وليبيا)٬ إضافة إلى دول أخرى (اليابان والبحرين والسعودية والسودان واليمن وأستراليا وأفغانستان وعمان وبروناي دار السلام). ويتضمن برنامج المؤتمر سبعة محاور رئيسية للنقاش على شكل مداخلات وعروض٬بالإضافة إلى زيارة تقنية للتجارب الجارية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول وزيارة استكشافية لمنطقة “بوشان" بمراكش. ويهدف هذا الملتقى٬الذي يندرج ضمن برنامج “سواب ميد" الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي? إلى المساهمة في تحسين تعاقب المزروعات والزراعة المحافظة والتطرق إلى الممارسات الزراعية المستديمة لتخفيف الإجهاد اللاحيوي من أجل استقرار وتحسين المردودية وجودة المحاصيل وإلى إدماج النمذجة في تدبير الموارد المائية بالحقول والتقييم البيئي. كما سيعالج مواضيع تأقلم زراعة “الكينوا" مع نظام المزروعات المحلية تحت تأثير الإجهاد اللاحيوي في سياق التغيرات المناخية واستعمال الموارد المائية غير التقليدية (المياه المالحة والمياه العادمة المعالجة) للإنتاج الزراعي في المناطق الجافة و تأثير التغيرات المناخية على السياسات والجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح منسق مشروع “سواب ميد" عن الجانب المغربي البروفسور رضوان شكر الله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “برنامج هذه الندوة سيكون حافلا للغاية بما يربو على 80 عرضا ومداخلة تتمحور حول سلسة من المواضيع٬ لاسيما منها تلك المرتبطة بإدخال أنواع جديدة من المزروعات". وعن أهمية زراعة “الكينوا" تحديدا٬ أشار إلى أن خاصية هذا الصنف من المزروعات يتمثل في قدرته على تحمل درجات عالية من الملوحة والحرارة والصقيع٬ فضلا عن قدرته الإنتاجية المرتفعة وغناه من البروتينات (ما بين 16 و 20 في المائة). وشدد السيد شكر الله أيضا على القيمة الغذائية لهذا الصنف من المزروعات التي لا تحتوي على مادة “الجلوتين" وهو ما يجعل منه غذاء مناسبا لمرضى السكري والمصابين بداء الربو٬ مؤكد أن منظمة التغذية العالمية (الفاو) أعلنت 2013 سنة “الكينوا". و م ع