مشهد غريب تعيشه تزنيت، فتقريبا جل أضواء المرور شبه معطة، ونادرا ما تجد ضوء مرور ثلاثي يشتغل بشكل عادي في شوارع المدينة ومداراتها. المدينة تبدو خارجة هندسة حضرية في السير والجولان، لا أضواء مرور تشتغل بالشكل المطلوب، ولا علامات تشوير ولا أرصفة مصبوغة بصباغة جديدة تغني رجال أمن المرور من الاشتباك مع السائقين حول أحقية الوقوف من عدمه. هذا، و يلزم في تزنيت إحداث لجن معاينة وشهود لإثبات ان هذا الرصيف او ذاك كان مصبوغا بالأحمر او الأبيض قبل تحرير المخالفات! المدينة تبدو أنها في غير حاجة الى تنظيم المرور وكأن السائق والراجل في شوارع المدينة سيظلان على موعد مع حوادث السير في كل لحظة وحين. تزنيت مدارات الموت، وعشوائيات ملتقيات المرور، فلا خطوط متصلة ولا ممرات للراجلين ، والنتيجة حوادث سير يومية، لا تعود بالضرورة الى تهور السائقين والراجلين، ولكن الى عطالة لجنة السير والجولان و معها الإشارات الضوئية في القيام بمهامها، وعدم إيلاء الاهتمام اللازم للهندسة المرورية، وغياب التنسيق بين جماعة تزنيت والأمن الوطني من أجل إطار عيش آمن وحركية مرورية آمنة في مدينة صغيرة. هذا في الشوارع الرئيسية للمدينة، أما في باقي الأحياء وأطراف المدينة فهي خارج أي تصور وتدابير تضمن سلامة المواطنين في تنقلاتهم، لأن الأمر متروك لحظهم اليومي وقدرهم.