شهدت مخيمات تندوف منذ يوم السبت 16 يونيو2018،احتجاجات صاخبة وحادة،بعد اغتيال شاب صحراوي داخل السجون،كان قد تلقى تعذيبا شنيعا على يد ميلشيات جبهة البولساريو،وهم ما أشعل فتيل الإنتفاضات المتوالية إلى حد الآن والمنددة بهذا الإغتيال . ورفع المحتجون أصواتهم وشعاراتهم منددة بهذه الفضيحة التي اكتفت بشأنها قيادة الجبهة الإنفصالية بالتستر والكتمان على اغتيال شاب صحراوي،من خلال حبك "سيناريوالانتحار" لإسكات صوت العائلة وكافة المحتجين،بعدما ادعت الميلشيات أنه أقدم على الإنتحار داخل السجن. إلا أن هذا السيناريو المحبوك نفاه بلاغ منتدى"فورساتين"،كما نفت عائلة الضحية كل الإدعاءات الكاذبة التي قدمتها جبهة البوليساريو، واختلقتها،ولذلك طالبت عائلته بفتح تحقيق في ملابسات اغتياله،خاصة أنها تملك أدلة دامغة على تصفيته. هذا وحسب بلاغ منتدى"فورساتين"،فعائلة الضحية تؤكد من جهتها أن ابنها "تعرض لضرب مبرح من طرف أشخاص تابعين للنظام،تركوه بعدها مدرجا في دمائه قبل أن تنقله سيارة عسكرية إلى السجن وهو في حالة غيبوبة قبل أن تعلن جبهة البوليساريو رسميا عن انتحاره داخل السجن للتسترعلى فضيحة اغتياله". وأضاف البلاغ أن"انتماء الشاب للأقليات القبلية بالمخيمات،شجع جبهة البوليساريو على حبك سيناريو الانتحار ظنا منها أن الأمور لن تخرج عن السيطرة،وهي التي دأبت في تاريخها على تصفية المعارضين وتصوير الأمر على أنها حالات وفاة طبيعية". وأكد المنتدى في بلاغ أن "القضية هذه المرة أخذت مجرى آخر،بعد توحد الأقليات بالمخيمات على مؤازرة عائلة الضحية وخروج الجميع في مظاهرات تطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تصفية الضحية ومعاقبة المتورطين في التسترعلى جريمة النظام". لكن ما لفت الإنتباه،هو تهرب جبهة البوليساريو من مواجهة هذه الإحتجاجات المتواصلة وإقناع عائلة الضحية بفكرة انتحار الشاب الصحراوي المعارض داخل السجن. إلى درجة أن زعيم جبهة بوليساريو "إبراهيم غالي"لم يجد بدا من مواجهة المحتجين غير الفرار من الباب الخلفي لمقر الجبهة بعدما وقفت قيادة"البوليساريو"عاجزة عن وقف هذه الاحتجاجات الحادة. وما يثبت ارتباك الجبهة هو أن ميليشياتها لم تجد وسيلة أخرى لتبرير هذا السيناريو المحبوك غير استخدام الرصاص الحي لمنع وصول المتظاهرين إلى مقر"الرئاسة". مما اضطر معه المحتجون في النهاية إلى التجمع بمكان واحد حيث رفعوا شعارات خطيرة ضد قيادة البوليساريو والجبهة نفسها من قبيل : "نعم للحقيقة..لا لدولة القبيلة"،"الجبهة عادت دم .. وغالي ما يفهم"،"أهل الصحراء ضاعوا…والقيادة باعو".