اضطر زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي إلى الهروب من الباب الخلفي لما يسمى مقر التنظيم السياسي للجبهة الانفصالية، بعدما وقفت قيادة "البوليساريو" عاجزة عن وقف الاحتجاجات الحادة والمتواصلة أمام مقر زعيم الجبهة الانفصالية بتيندوف التي اندلعت منذ أمس السبت 16 يونيو. وتعالت أصوات المحتجين والشعارات التي تتهم وقيادة الجبهة الانفصالية بالتستر على مقتل شاب صحراوي بسجون البوليساريو وادعاء أن الأمر مجرد انتحار.
وكانت عائلة الضحية طالبت بفتح تحقيق في ملابسات اغتياله وهي التي تملك أدلة دامغة على تصفيته، حيث تعرض لضرب مبرح من طرف أشخاص تابعين للنظام، تركوه بعدها مدرجا في دمائه قبل أن تنقله سيارة عسكرية إلى السجن وهو في حالة غيبوبة، قبل أن تعلن جبهة البوليساريو رسميا عن انتحاره داخل السجن للتستر على فضيحة اغتياله.
وكان انتماء الشاب للأقليات القبلية بالمخيمات، شجع جبهة البوليساريو على حبك سيناريو الانتحار ظنا منها أن الأمور لن تخرج عن السيطرة، وهي التي دأبت في تاريخها على تصفية المعارضين وتصوير الأمر على أنها حالات وفاة طبيعية.
لكن القضية هذه المرة أخذت مجرى آخر، بعد توحد الأقليات بالمخيمات على مؤازرة عائلة الضحية وخروج الجميع في مظاهرات تطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تصفية الضحية ومعاقبة المتورطين في التستر على جريمة النظام.
وقد استخدمت ميليشيات البوليساريو الرصاص الحي لمنع وصول المتظاهرين الى مقر "الرئاسة" حيث استطاعوا التجمع بمكان واحد ورفعوا شعارات خطيرة ضد قيادة البوليساريو والجبهة نفسها من قبيل : " نعم للحقيقة..لا لدولة القبيلة"،" الجبهة عادت دم .. وغالي ما يفهم"، " اهل الصحراء ضاعوا .. والقيادة باعو" .
ومنذ الساعات الأولى من صباح امس السبت 16 يونيو، ومحيط "رئاسة الجبهة" يشهد تطويقا أمنيا كبيرا، تزامن مع تقاطر عشرات المسؤولين بجبهة البوليساريو وشيوخ القبائل لإقناع المحتجين بالعدول عن احتجاجهم، ودعوتهم الى انتداب لجنة للحوار وعودة باقي المحتجين إلى خيامهم، محذرين من عواقب استمرار الاحتجاج، وهو الأمر الذي لا زال المتظاهرون يرفضونه، ويطالبون بتحقيق نزيه في وفاة الضحية " ابراهيم السالك ابريكة " بعد تشريح جثته من طرف لجنة طبية دولية مستقلة، وبإثبات تورط قيادة البوليساريو في تصفية الأقليات القبيلة ومصادرة حقوقها.