اطلع وفد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب٬ اليوم السبت بأكادير٬ على بعض أوجه الثراء الثقافي والسياحي وجزء من المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية التي تزخر بها عاصمة سوس ومن خلالها باقي حواضر جهة سوس ماسة درعة. وشكلت جولة هذا الوفد الدبلوماسي٬ التي تنظمها “المؤسسة الدبلوماسية" على مدى يومين٬ فرصة للاطلاع على جوانب من المؤهلات الثقافية والسياحية والاقتصادية لهذه الجهة٬ بفضل برنامج مكثف من الزيارات الميدانية والعروض وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين المحليين. وفي هذا السياق٬ أوضح والي جهة سوس ماسة درعة وعامل عمالة أكادير إداو تنان السيد محمد اليزيد زلو أن أكادير والجهة غدتا تشكلان اليوم قطبا اقتصاديا متعدد الاختصاصات من الطراز الرفيع في قطاعات الفلاحة والسياحة والصيد البحري والتجارة والخدمات. وأبرز أن أكادير٬ التي يوجد بها أول موانئ الصيد البحري بالمملكة٬ تعرف نشاطا كثيفا في مجال تصدير الفواكه والخضر٬ مشددا في ذات الآن على ما تكتنزه من ثراء تاريخي ومؤهلات سياحية مجموع حواضر وبوادي جهة سوس ماسة درعة٬ التي تضم 10 في المائة من ساكنة المغرب وتمتد على 10 في المائة أيضا من مساحة البلاد. وأكد أن هذه الجهة غدت اليوم٬ بفضل ما تتوفر عليه من موارد بشرية قوية بتاريخها العريق وقدرة على الابتكار وحس مقاولاتي وإشعاع علمي٬ تشكل القطب الفلاحي الأول بالمغرب بالرغم من ندرة الموارد المائية. وذكر أن هذه الجهة٬ التي كان الوصول إليها عسيرا إلى عهد قريب لوعورة التضاريس وبعدها عن باقي الأقطاب الاقتصادية بالمملكة٬ أصبحت اليوم تستقطب المزيد من الزوار٬ لاسيما منذ افتتاح الطريق السيار أكادير-مراكش٬ في يونيو 2010٬ وهو ما مكن من ربط هاتين المدينتين في ظرف ساعتين من المسير. كما أشار والي الجهة أيضا إلى عدد من التظاهرات التي تعرفها مدينة أكادير٬ مذكرا على سبيل المثال بمهرجان “تيميتار" (حوالي 4 آلاف متفرج على مدى أربع أمسيات) ومهرجان التسامح (ما بين 150 و200 ألف متفرج) و"ترياتلون" أكادير (الذي سينطلق هذه السنة يوم 10 نونبر القادم)٬ فضلا عن عدد من اللقاءات الاقتصادية والتجارية مثل المعرض الدولي للخضر والفواكه و معرض “أليوتيس" وغيرهما. وفي نفس السياق٬ قدم مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد خالد نزيه عرضا مطولا حول مؤهلات الجهة وما تختزنه من فرص للاستثمار٬ بدءا بكثافة البنيات التحتية الخاصة بالربط (3 مطارات و8000 كلم من الطرق المعبدة وميناءان بحريان) مرورا بجودة الطقس وتنافسية الجهة (12.3 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني٬ أي ما يعادل 76 مليار درهم) وصولا إلى التحسن الملموس في المؤشرات السوسيو-اقتصادية لفائدة الساكنة. وفي معرض حديثه عن فرص الاستثمار في المجال السياحي٬ أشار إلى أهمية الاشتغال على القطاع الرياضي والأنشطة الموازية (التسلق والرياضات البحرية و الصيد البحري والقنص)٬ بالإضافة إلى تنظيم الرحلات السياحية وما يرتبط بالقطاع من صناعات موازية كالمطاعم والتنشيط الثقافي. كما شدد بنفس المناسبة على أهمية المشاريع السياحية الكبرى التي توجد حاليا قيد الإنجاز لاسيما محطة “تاغزوت" (615 هكتار) ومحطة “أغرود" (594 هكتار) و"مدينة الألعاب" (157 هكتار) والمحطة السياحية “إيمي وادار" (أزيد من 33 هكتار). وأكد أن هذه الجهة٬ الأولى وطنيا في مجال إنتاج الحوامض والبواكر٬ تساهم أيضا بفضل وحداتها الصناعية البالغ عددها 560 منشأة بما مجموعه 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام٬ مبرزا أن القطاع الصناعي مازال يختزن مؤهلات كبرى٬ لاسيما في قطاعات مثل الصناعة الغذائية والصناعة الكيماوية وصناعات التعدين وغيرها. ومن بين المناطق الصناعية التي أحدثت على مستوى الجهة٬ أشار ذات المسؤول إلى منطقة أولاد تايمة (116 هكتار) وتيزنيت (21 هكتار) وسيدي إيفني (48 هكتار) ووارززات (45 هكتار) والمنطقة الصناعية بتارودانت التي مازالت في طور الإنجاز٬ فضلا عن إنجاز مشروع حظيرة “هاليوبوليس" (150 هكتار) أو مشروع المحطة الحرارية بورزازات (2500 هكتار). وتفاعل الحضور مع العروض المقدمة لما تضمنتها من معطيات غنية حول جهة سوس ماسة درعة عموما وأكادير على وجه التحديد٬ مع حرص كل المتدخلين على تقديم ما يلزم من إجابات ضافية٬ لاسيما من طرف والي الجهة ورئيس مجلس الجهة ورئيس بلدية أكادير ورئيس المجلس الجهوي للسياحة ومدير المركز الجهوي للاستثمار. إثر ذلك٬ انتقل أعضاء الوفد الرسمي إلى إقليم أشتوكة آيت باها حيث قاموا بزيارة لإحدى الضيعات الفلاحية الخاصة والتي استطاعت أن تزاوج بنجاح بين أحدث تقنيات الإنتاج والاستعمال العقلاني للموارد المائية٬ قبل أن يقوموا بزيارة أخرى إلى إحدى وحدات تثمين منتوج زيت الأركان ومشتقاته بضواحي أكادير.