تم اليوم الجمعة، إطلاق عملية تسويق القطب الجديد لتثمين قطاع الصيد البحري بأكادير (حظيرة هاليوبوليس)، بعد التوقيع على بروتوكول اتفاق بين المساهمين في هذا المشروع الضخم، الذي يروم إعطاء دينامية للنسيج الصناعي والمساهمة في التنمية الاقتصادية لجهة سوس- ماسة- درعة. ويمتد هذا المشروع الضخم، الذي تصل طاقته التحويلية إلى 500 ألف طن، على مساحة 150 هكتارا بجماعة الدراركة (نواحي أكادير)، وينتظر أن يمكن من خلق أزيد من 20 ألف منصب شغل، بتكلفة استثمارية إجمالية تصل إلى 6ر6 ملايير درهم. ووقع المساهمون في إنجاز هذا القطب، وهم جهة سوس- ماسة- درعة والصندوق الجهوي "إغران" والقرض الفلاحي للمغرب وشركة "ميد زيد" فرع صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، الاتفاق الذي يحدد شروط ممارسة الصلاحيات داخل الشركة المكلفة بالحظيرة كما يحدد الترتيبات المتعلقة بتسييرها. وتم توقيع الاتفاق بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، وذلك على هامش معرض " أكادير فيش موروكو 2010 ". وأشار السيد أخنوش بهذه المناسبة، إلى أن هذه الحظيرة، التي تعد أحد التطبيقات الجهوية لاستراتيجية "آليوتيس"، ستشكل أرضية عصرية تستجيب للمعايير الدولية لتثمين المنتوجات البحرية وجعل قطاع الصيد البحري رافعة حقيقية للنمو. وذكر بأن إحداث شركة حظيرة هاليوبوليس، وهي شركة مجهولة الاسم، يندرج في إطار تنفيذ اتفاقية إنجاز هذا المشروع، التي ترأس مراسم التوقيع عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأكادير في شتنبر 2009، والتي تهدف إلى إنجاز وترويج وتسويق وتدبير حظيرة الصيد البحري بأكادير. وبحسب السيد عبد اللطيف الحاج همو، رئيس المجلس إدارة شركة "ميد زيد"، المكلفة بإنجاز المشروع، سيمكن المشروع الصناعي "هاليوبوليس" مدينة أكادير من قطب تنافسي جهوي للصيد البحري، باعتباره مفهوما لابتكار جيل جديد من الحظائر الصناعية المندمجة. وتقترح الحظيرة باقة متنوعة من الخدمات تستجيب للمعايير الدولية، وتمنح للمستثمرين (من خلال الكراء أو التفويت) بقعا أرضية مجهزة، ووحدات جاهزة للاستعمال، ومحلات مخصصة للمكاتب ومشتلا للمقاولات. وأوضح السيد همو، أنه تم اختيار عاصمة سوس لاحتضان هذا المشروع الضخم يعود، على الخصوص، إلى موقعها الجغرافي وإلى خبرتها في مجالات تفريغ المنتوجات البحرية وتحويلها، وكذا لتوفر جهة سوس- ماسة- درعة على موارد بشرية مؤهلة ومراكز متخصصة للتكوين في قطاع الصيد البحري. وأكد أن الموقع الذي تم اختياره لاحتضان هذه الحظيرة يجمع بين القرب من الموارد والانفتاح على أهم مراكز الاستهلاك. ونظر لكونها تقع على بعد 30 دقيقة عن ميناء أكادير، و20 دقيقة من المطار الدولي أكادير- المسيرة وبمدخل محور الطريق السيار مراكش - أكادير، سيكون بامكان المستثمرين بالفعل الوصول إلى المدن الرئيسية بالمغرب، في الشمال والشرق والجنوب. وتتوزع الحظيرة بين الصناعات التحويلية (53 هكتارا)، وصناعات الدعم (21 هكتارا)، والأنشطة اللوجستيكية (24 هكتارا) وأنشطة الخدمات (13 هكتارا). وسيتم إنجاز حظيرة هاليوبوليس على عدة أشطر، منها الشطر الأول الذي يوجد في طور التسويق، والممتد على مساحة 70 هكتارا ما بين 2010 و2011، بينما ستكون الأشطر الثاني والثالث والرابع، والتي ستمتد على مساحة 80 هكتارا، جاهزة بين سنتي 2013 و2017.