ترأس جلالة الملك محمد السادس يوم الثلاثاء بمدينة وجدة حفل التوقيع على اتفاقية تهم تنمية وإنعاش القطب تكنولوجي «تيكنوبول وجدة» الذي تطلبت تهيئته تعبئة اعتمادات بمبلغ 600 مليون درهم ، والمرشح لاستقطاب استثمارات تقدر ب 5 ملايير درهم. جلالة الملك يترأس بوجدة حفل التوقيع على اتفاقية تهم تنمية وإنعاش القطب تكنولوجي تيكنوبول وجدة وقد أعطى جلالة الملك بالمناسبة انطلاقة أشغال إنجاز الشطر الأول من هذا المشروع الذي سيتم الشروع في استغلاله في مطلع سنة 2011. ويمتد الشطر الأول لهذا المشروع، الذي يندرج في إطار النهوض بالأقطاب الترابية وفق رؤية حددها مخطط الإقلاع الصناعي « ايمرجانس» ، على وعاء عقاري تبلغ مساحته167 هكتارا. ووقع هذه الاتفاقية السيدة أمينة بنخضرة وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، التي وقعت أيضا نيابة عن وزير الاقتصاد والمالية ، والسيدان أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ، وأحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة . كما وقع الاتفاقية السادة محمد إبراهيمي والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة-أنكاد ، والطيب غافس رئيس مجلس الجهة ، ومحمد لمباركي المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم المنطقة الشرقية، وعلي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء ، وعبد الحنين بنعلو المدير العام للمكتب الوطني للمطارات ، وأنس العلمي المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير ، وسعيد ملين المدير العام لمركز تنمية الطاقات المتجددة ، وإدريس حوات رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات. وتحدد هذه الاتفاقية شروط وصيغ وكيفية إنجاز هذا المشروع الهام، كما تحدد التزامات مختلف المتدخلين الخواص والقطاعات العمومية في دعم هذا المشروع. وسيشيد هذا القطب بالقرب من المطار الدولي وجدة- أنكاد ، على بعد نحو 12 كلم من مركز مدينة وجدة، وسيأخذ شكل حظيرة تتكون من عدة أقطاب جهوية تنافسية. وستتم تهيئة هذه الحظيرة ، التي ستسمح بخلق نحو 20 ألف منصب شغل، في إطار شراكة بين كل من شركة «ميد زيد» فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، والمكتب الوطني للمطارات، ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ووزارة الطاقة والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء وولاية الجهة الشرقية والجماعة القروية أهل انكاد. وسيتم بناء هذا القطب وفق تصور يتمحور حول أربعة مكونات أساسية تتمثل في حظيرة صناعية لوجيستية موجهة لاستقطاب الصناعات النظيفة غير الملوثة، وقطب للخدمات وقطب تجاري وقطب معرفي يسعى إلى تعزيز القدرات التكوينية والبحث العلمي في مختلف التخصصات. ويتميز هذا المشروع بتوجيه أنشطته نحو الصناعات النظيفة غير الملوثة وخاصة فيما يتعلق باستعمال الطاقات المتجددة في ظل مناخ عالمي يتم فيه التأكيد على أهمية اقتصاد الطاقة وحماية البيئة. ومن هذا المنطلق ،سيستقطب المشروع الأنشطة المرتبطة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وخاصة ما يتعلق بالطاقة الريحية والشمسية والمصابيح الاقتصادية. وسيستفيد المشروع من دعم للدولة يروم مواكبة تطوير مختلف فروع الأنشطة ، ويتمثل هذا الدعم ، أساسا ، في تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات وبنيات التوزيع والإشهار علاوة على إطار قانوني وجبائي محفز. ويندرج إحداث هذه الحظيرة الصناعية في إطار مخطط تشرف علية شركة «ميد زيد» لإنجاز قطب للتنمية الصناعية بالمنطقة الشرقية «شرق المتوسط»، والذي سيرسي قواعد التنمية على المستويين الجهوي والوطني. ويتضمن قطب التنمية الصناعية أيضا إنشاء حظيرة صناعية بمنطقة سلوان (الناظور) وحظيرة صناعية وفلاحية ببركان، ومنطقة لوجيستية مينائية بالناظور. وتشهد الجهة الشرقية، التي تتوفر على شريط ساحلي على البحر الأبيض المتوسط بطول200 كلم ، وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لتكون ملتقى يوحد ما بين أوروبا الكبرى والمغرب العربي الكبير والفضاء المتوسطي، نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية مهمة تتمثل في إطلاق العديد من المشاريع الضخمة ولا سيما الخط السككي ما بين تاوريرت والناظور والطريق السيار الرابط بين فاسووجدة، والمدار الساحلي المتوسطي الرابط بين وجدةوالناظور والمحطة السياحية الشاطئية للسعيدية وميناء الناظور. وتمتد الجهة الشرقية على مساحة شاسعة تقدر ب 82 ألف و 820 كلم مربعا وهو ما يمثل 6ر11 بالمائة من إجمالي التراب الوطني، وتزخر الجهة بمؤهلات متنوعة توفر إمكانيات هائلة للنهوض باقتصادها.