أثارت العملية الأخيرة للمغرب في منطقة قندهار قرب الحدود مع موريتانيا ردود أفعال واسعة وأسالت الكثير من المداد لكن الكثيرين لايعرفون أن العملية قد تم التنسيق لها من قبل مع موريتانيا . وقد سبق أن زار قبل أشهر وفد مغربي يتكون من صلاح الدين مزوار وزير الخارجية والجنرال بوشعيب عروب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية ومحمد ياسين المنصوري المدير العام لمديرية الدراسات والتقى خلالها مع الرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز ، كانت بهدف اطلاع نواكشوط على العمليات التي ترغب الرباط القيام بها في المنطقة للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع فيها . وعكس ما ذكرته بعض الصحف والمواقع الإخبارية من أن زيارة الوفد المغربي كانت بهدف الاحتجاج على رفع سلطات نواكشوط للعلم الموريتاني في منطقة لكويرة في أقصى الصحراء ، التي تعتبرها الرباط أرضا مغربية ، أفادت مصادر مطلعة لإيلاف أن زيارة الوفد المغربي كان الهدف منها اطلاع الرئيس عبد العزيز على العملية التطهيرية التي تعتزم الرباط القيام بها في المنطقة . ولم تخف المصادر وجود برودة في العلاقات المغربية – الموريتانية، بيد أنها أكدت أن عملية الكركرات جرى اطلاع نواكشوط عليها قبل تنفيذها، وكانت وزارة الداخلية المغربية قد عممت أخيرا بيانا لولاية الداخلة -واد الذهب ، أفاد أن "المصالح الأمنية وعناصر الجمارك،قامت الأحد قبل الماضي بتنظيم عمليات تطهيرية بمنطقة "الكركرات"بجنوب المملكة، وذلك للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع التي تعرفها المنطقة". وكشفت أن هذه العمليات، مكنت من إخلاء ثلاث نقط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت أزيد من 600 سيارة، كما تم تطهير المنطقة من جميع أشكال التجارة غير القانونية وممارسيها وان العمليات لا تزال مستمرة. في غضون ذلك ، شرعت السلطات المغربية في تعبيد الطريق المار من الكركرات (المنطقة العازلة) والذي يربط بين المغرب وموريتانيا، وذلك مباشرة بعد الانتهاء من العملية التطهيرية التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية وعناصر الجمارك . وذكرت وسائل إعلام موريتانية أن الآليات والجرافات تواصل "عملها في مقطع الطريق الذي يبلغ عدة كيلومترات حيث بدأت الجرافات بمسح المقطع في مؤشر على بدء إجراءات تعبيده على أن تحري إحاطة الطريق الذي ستتم إقامته بسياج يحتوي على فتحات بالإضافة إلى تزويده بكاميرات مراقبة". واضافت وسائل الاعلام ذاتها ان عملية تعبيد الطريق تمت "بالتنسيق مع موريتانيا والأمم المتحدة بعد أن أصبحت المنطقة تشهد عمليات تهريب ، وبالتالي اصبح مطلوبا ضبط الأمن فيها في إطار مكافحة الإرهاب والهجرة السرية.