أنهت القوات الأمنية المغربية الأحد الماضي في مرحلتها الأولى، عمليات تطهيرية بمنطقة «الكركارات» بجنوب المملكة، وتحديدا بمنطقة «قندهار» التي تقع على الجدار الأمني على الحدود المغربية الموريتانية فيما هذه العمليات لا تزال مستمرة إلى غاية تطهير المنطقة نهائيا. وتمكنت المصالح الأمنية وعناصر الجمارك بتنسيق مع عناصر من القوات المسلحة الملكية المغربية مدعومة بآليات ثقيلة وسلاح الجو من السيطرة على منطقة قندهار، حيث داهمت مستودعات سيارات خاصة بتهريب المخدرات . وذكر بلاغ لولاية جهة الداخلة - وادي الذهب أن العمليات التطهيرية بمنطقة «الكركارات»، التي بوشرت بتنسيق مشترك مع مصالح أخرى ودون أي مواجهة مباشرة مع تجار السيارات وبائعي المتلاشيات، هدفها الحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع التي تعرفها المنطقة. وقد مكنت العمليات التطهيرية بمنطقة «الكركارات»، إلى حد الآن، من إخلاء ثلاث نقط تجمّع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت، حسب البلاغ، أزيد من 600 سيارة، مؤكدا أنه تم تطهير المنطقة من جميع أشكال التجارة غير القانونية وممارسيها. وفي سياق التطورات التي تشهدها الحدود المغربية الموريتانية في منطقة «قندهار»، حاولت بعض الجهات في موريتانيا أن تضفي طابع الأزمة الدبلوماسية على العلاقات المغربية الموريتانية، حيث تداولت مصادر إعلامية موريتانية ،بقوة، قضية منع السلطات الموريتانية، الأحد، القنصل المغربي في مدينة نواذيبو محمد السعدوي من التوجه صوب «لكويرة». وكشفت «أنباء انفو» الموريتانية أمس الثلاثاء أن السلطات المحلية في ولاية نواذيبو الموريتانية تلقت تعليمات من العاصمة نواكشوط بمنع قنصل المملكة المغربية بمدينة نواذيبو محمد السعداوي من دخول التراب المغربي المحاذي لمدينة «الكويرة». وحسب مصادر، عللت موريتانيا قرار منع قنصل المغرب من دخول تراب بلاده ، أن منطقة «الكويرة» تدخل في نطاق المنطقة التي يشملها الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة القاضي بوقف إطلاق النار بين البوليساريو والمغرب، وأن دخول أي شخص إلى تلك المنطقة حسب الاتفاقية يلزمه الحصول على موافقة الأممالمتحدة. وبالموازاة، استغربت مصادر قنصلية في موريتانيا ما تداولته وسائل الإعلام بخصوص «منع» قنصل المغرب بمدينة نواذيبو الموريتانية محمد السعداوي من دخول التراب المغربي المحاذي لمدينة «الكويرة» مشيرا أن «الخبر عار من الصحة». ونفت ذات المصادر في تعليقها ل»لاتحاد الاشتراكي» أن يكون قنصل المغرب بمدينة نواذيبو الموريتانية محمد السعداوي قرر السفر الى أرض مدينة الكويرة المغربية» أو تلقى أي كتاب من السلطات الموريتانية يذكره بضرورة التزامه بالحصول على موافقة الأممالمتحدة. وللإشارة، فقد ظلت العلاقات المغربية الموريتانية منذ فقدان الرئيس السابق معاوية ولد سيدي الطايع للحكم، بين مد وجزر، خاصة بعد تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز الحكم، حيث اختار الانحياز للجزائر التي هي على خلاف مع المغرب.