بدأت السلطات المغربية في الجنوب يوم الأحد الماضي عمليات تطهيرية« تستهدف التهريب على الحدود بين المغرب وموريتانيا، في وقت تشهد فيه العلاقات بين نواكشوطوالرباط حالة جفاء متواترة. وأكد بيان لولاية جهة الداخلة-وادي الذهب إن »المصالح الأمنية وعناصر الجمارك، بدأت منذ الأحد عمليات تطهيرية بمنطقة +الكركارات+ للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع«. وبحسب البيان الذي نشرنا مضامينه يوم أمس ، فإن هذه »العمليات ما زالت مستمرة« حيث أسفرت عن »إخلاء ثلاث نقط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، وعددها أكثر من 600 سيارة، كما تم تطهير المنطقة من جميع أشكال التجارة غير القانونية ومن يمارسها«. وتقع الكركارات على ساحل الصحراء قرب الحدود مع موريتانيا، ويطلق عليها سكان المنطقة تسمية »قندهار« نسبة إلى المدينة الأفغانية التي كانت تشتهر بمختلف أنواع التهريب، كما تعد المعبر البري الوحيد بين المغرب وموريتانيا. ولم يحدد بيان ولاية جهة الداخلة-وادي الذهب ما إذا كانت العمليات امتدت إلى ما وراء الجدار الأمني، لكن موقع LE360 أفاد أن العمليات تمت على طول 7 كلم على ساحل المحيط الأطلسي وما وراء الجدار ، دون أن يصدر أي نفي من الجهات المسؤولة. وتأتي هذه «العمليات التطهيرية» في ظل التوتر المتزايد بين نواكشوطوالرباط منذ وصول الرئيس الموريتاني إلى السلطة العام 2008 بانقلاب عسكري. يذكر أن التوتر بدأ حينما طردت موريتانيا سنة 2009 مراسل وكالة الأنباء الرسمية المغربية معتبرة إياه «عميلا» للمخابرات المغربية، كما رفضت السلطات الموريتانية مرارا تجديد إقامة أطر مغاربة. و في سنة 2015 ، أدى دخول جنود موريتانيين ورفعهم علم بلادهم في مدينة الكويرة، قبالة ميناء نواديبو الموريتاني، إلى إثارة غضب الرباط. وازداد التوتر أيضا بسبب التقارب بين ولد عبد العزيز وجبهة البوليساريو، عندما استقبل عبد العزيز في 12 غشت وفدا من الجبهة فيما تجنب في المقابل استقبال مبعوثين مغاربة تاركا لوزير خارجيته هذه المهمة لبحث عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. كما أن سفارة موريتانيا في المغرب دون سفير منذ خمس سنوات تقريبا، والمستشار السياسي الأول فيها غادر المغرب منذ سنتين.