أظهرت نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية ل4 من شتنبر، اندحارا تاريخيا للعائلات السياسية ومجموعة من الأعيان بجهة سوس ماسة درعة، الذين ارتبطت أسماؤهم ببعض المدن، منذ أزيد من عقدين من الزمن، كما سقطت مدينة أكادير، قلعة الاتحاديين التاريخية، بعد أن اكتسح حزب العدالة والتنمية ب33 مقعدا من أصل 65. و ذكرت " المساء " بأن طارق القباج، الرئيس السابق، حصل على أحد عشر مقعدا والاتحاد الاشتراكي على ستة مقاعد، وهي النتيجة التي لم تكن متوقعة بشكل كبير إلى حدود الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، فيما نبه العديد من المتتبعين إلى أن خيبة الأمل الكبيرة هي من نصيب الأصالة والمعاصرة الذي قام بحملة انتخابية ضخمة وحشد أعدادا كبيرة من المشاركين وتم دعمه من عدد من أعيان المدينة بالوجستيك، إلا أن النتائج لم تكن في مستوى ما يطمح له حميد وهبي القادم الجديد إلى السياسة من عالم الأدوية. ووفقا لليومية فإن الاتحاديين دخلوا المجلس البلدي لمدينة أكادير لأول مرة خلال الانتخابات الجماعية التي أجريت في سنة 1976، حيث تولى إبراهيم الراضي رئاسة المجلس الجماعي لأكادير، فيما تولى الاتحادي محمد الوثيق رئاسة بلدية أكادير في الفترة الممتدة بين سنة 1992 و1997، ليأتي بعده الاتحادي محمد البوزيدي في الفترة الممتدة بين 1997 و2003، حيث تولى القباج عمادة المدينة لولايتين، الأولى بين 2003 و2009، والولاية الثانية والتي امتدت إلى 2015، حيث غادر سفينة الاتحاد الاشتراكي وترشح بلائحة مستقلة حصلت على 11 مقعدا من أصل 65 فقط، لتكون بذلك نهاية ما بات يردده الاتحاديون بأنه قلعتهم التاريخية. وحسب الصحيفة دائما، فإن سوق القلاع الاتحادية لم يقتر على مدينة أكادير، بل امتد إلى مدينة تارودانت التي عمر فيما مصطفى المتوكل، الذي دبر الشأن المحلي بهذه المدينة لأربع ولايات متتالية، أي منذ سنة 1983 إلى 2015، حيث استطاعت العدالة والتنمية أن تزيحه بعد كل هذه كل هذه المدة بأغلبية مريحة، فيما سقط كبير الأعيان الاتحاديين بالجماعة الحضرية لأيت ملول، ويتعلق الأمر برجل الأعمال الذي حمل وردة الاتحاد الاشتراكي لولايتين متتابعتين بهذه المدينة. وأضافت الصحيفة بأن محمة الاتحاد الاشتراكي بجهة سوس لم تتوقف عند هذا الحد، بل فقد رئيس الجماعة القروية لتغازون أغلبيته، وهو الاتحادي الذي ظل بدفة تدبير هذه الجماعة لولايتين متتابعين، أما في صفوف العائلات السياسة المعروفة بجهة سوس، فقد كانت المفاجأة بالجماعة الحضرية أولاد تايمة، التي كانت تشكل المعقل التاريخي لكل من عائلة قيوح الاستقلالية وعائلة بودلال التجمعية، حيث كشفت النتائج عن اندحال تاريخي للعائليتن وتراجعهم للمراتب الأخيرة في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث حصلت العدالة والتنمية بهذه المدية على 22 مقعدا في مقابل سبعة مقاعد للأحرار وستة لحزب الاستقلال، الأمر الذي سيجعل الحزبين خارج تشكيلة هذه البلدية التي قال بعض المتتبعين إنه لم يبق لها إلا أن تحفظ ضمن أملاك العالتين سالفتي الذكر. وتقول الصحيفة بأن بعض المتتبعين وصفوا ما تعرض له كل من محمد أمولود، رئيس بلدية إنزكان، والعربي كنسي رئيس بلدية القليعة ورئيس الجماعة القروية أولاد داحو على مستوى عمالة إنزكان بالهزيمة النكراء، على اعتبار أنهم من حزب الاستقلال، فضلا عن كونهم من الأعيان المعمرين بهذه المجاس، كما أن السكان قرروا إزاحة هذه الوجوه من الخريطة السياسية بشكل نهائي. وذكرت اليومية بأن نتائج الانتخابات ببلدية إنزكان، والتي أعطت الريادة للعدالة والتنمية، أسقطت رئيسين دفعة واحدة، فالرئيس الحالي لم تحصل لائحته إلا على ستة أصوات، فيما لم تتمكن لائحة الرئيس السابق عبد القادر حماين، الذي ترشح باسم التقدم والاشتراكية، من تجاوز العتبة المطلوبة، لتسقط لائحته وهو الذي كان يعتزم العودة إلى تدبير المدينة بعد أن غادرها سنة 2003.