شهدت الأيام القليلة الماضية اندلاع حرب الاستقطابات بين عدد من الأحزاب بجهة سوس ماسة درعة عموما ومدينة أكادير على وجه الخصوص. فبعد الهجرة الجماعية التي قام بها الاتحاديون المحسوبون على الحزب العمالي سابقا نحو حزب التقدم والاشتراكية، انضم قسم آخر من الاتحاديين المحسوبين على تيار القباج إلى الحزب الجديد الذي تم تأسيسه من قبل رفاق الزايدي. مقابل ذلك عرفت مدينة تارودانت هجرة جماعية لمجموعة من المستشارين الجماعيين المحسوبين على التجمع نحو حزب الاستقلال، الذي بدأ منذ مدة في استقطاب عدد كبير من المحسوبين على حزب التجمع الوطني للأحرار، خاصة بعد أن أعلن مستشارو هذا الأخير بالجماعة القروية بونرار بإقليم تارودانت استقالتهم بشكل نهائي من الحزب، وأعلنوا انضمامهم إلى حزب الاستقلال بعد سلسلة من الاتصالات بين الطرفين. إلا أنه، حسب رأي عدد من المتتبعين للشأن الحزبي بالجهة تبقى أكبر صفعة يتلقاها حزب التجمع بالجهة هو استقالة أحد القياديين الفاعلين بالإقليم والتحاقه بحزب الاستقلال، باعتباره أحد أهم الفاعلين السياسيين الأكثر تأثيرا على مستوى الإقليم، الذي يعتبر أكبر خزان انتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار على مستوى جهة سوس ماسة درعة في دائرة تصنف على أنها دائرة الموت، وهي التي تتحكم في موازين القوة بين الغريمين السياسيين التقليدين بالمنطقة: حزب الاستقلال بقيادة عائلة قيوح، والتجمع الوطني للأحرار بقيادة عائلة بودلال. ويرى بعض المتتبعين أن هذه الموجة من الاستقالات ستعيد تشكيل الخارطة السياسية للأحزاب على مستوى الجهة، وخاصة دائرة تارودانت الجنوبية، حيث يبدو أن أحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري ستتصدر المشهد الحزبي على حساب حزب التجمع، الذي عرف بعض الارتباك بسبب مشاكله التنظيمية. في مقابل ذلك، وعلى مستوى مدينة أكادير، تم تسجيل التحاق عدد من مناضلي الأصالة والمعاصرة بحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي شرع في لملمة صفوفه على مستوى إقليمي أكادير إداوتنان وإنزكان آيت ملول. وتبعا لذلك، ارتفعت أصوات داخل الأصالة والمعاصرة مستنكرة ما أسمته الحملة التي تستهدف مناضلي الحزب والمتعاطفين مع الحزب من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار، الأمر الذي اعتبرته مصادر من حزب «الحمامة» بأنه انفتاح للحزب على الطاقات الشابة، وبأن الجميع أحرار في التعبير عن قناعاتهم، واختيار الأحزاب التي يرغبون في ممارسة العمل السياسي داخل هياكلها.