بقلم محمد الشيخ بلا "جميع الفضاءات ممتلئة" ... بهذه العبارة علق أحد ضيوف مدينة تيزنيت في هذا الشهر الفضيل على الملاعب الرياضية المختلفة وهي حبلى بالأنشطة واللقاءات، فهي فعلا تعبق بالحيوية والنشاط، وتنطق بعنفوان الشباب، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المدينة تزخر بطاقات رياضية واعدة، لكن بريقها للأسف لا يتجاوز حدود السور الأثري. وبإطلالة سريعة على مستوى الإقبال على الدوريات الرمضانية بتيزنيت، نجد ساحة المشور التاريخية تتزين طيلة الشهر المبارك بدوري المرحوم محمد كوسعيد، الذي يعد من أشهر الدوريات الرمضانية التي تلقى إقبالا جماهيريا لافتا، فالمنافسة تشتد بين الصغار ومعهم الآباء والأمهات الذين يساندون فلذات أكبادهم ويشجعونهم للظفر بلقب النسخة الثامنة لهذه السنة، دون أن ننسى مواكبة المعلق الرياضي "عصام الصابر" لأطوار المباريات بحماسة منقطعة النظير، و"بلال حبان" الذي يضفي بروح الدعابة التي تميزه طابعا خاصا على المكان. وغير بعيد عن ساحة المشور التاريخية، نتجه غربا صوب ملعب الثانوية الإعدادية مولاي رشيد، لنجد الملعب الملحق بحديقة الأمير مولاي عبد الله، وقد فتح أبوابه لاحتضان دوري كروي لجمعية تجار مدينة تيزنيت، الذي يتنافس فيه ما يقرب من 12 فريقا كرويا بعد صلاة التراويح، حيث تشتد المنافسة ويسعى الجميع لنيل اللقب بكل ما أوتي من قوة، على أمل الظفر بتتويج مستحق، في حفل بهيج تحتضنه قاعة "أنارزو" أواخر الشهر الكريم. وفي الجهة المقابلة، نجد 16 فرقة أخرى تتنافس على نيل لقب دوري الجمعية المهنية لتجار مدينة تيزنيت، من فئة الكبار 24 سنة فما فوق ، حيث يرفهون على أنفسهم ليلا بملعب الثانوية الإعدادية مولاي رشيد بعد صلاة التراويح، وأملهم كبير في الوصول إلى خط النهاية بعد أسابيع من التنافس الشديد، حيث تستعد الجمعية بدورها لتتويج الفرق المشاركة عبر حفل تقيمه لهذا الغرض. ويحتضن ذات الملعب، دوريا آخر لكرة القدم، تشرف على تنظيمه بعد صلاة عصر كل يوم، جمعية قدماء فرق الأحياء لما فوق 45 سنة، وهو الدوري الذي استقطب قدماء لاعبي فرق الأحياء بتيزنيت، وأسماء معروفة باشتغالها في مجالات وتخصصات مختلفة، فتجد الفنان والحرفي والرياضي والموظف والمستخدم وغيرهم، يتنافسون جميعا على نيل العلامة الكاملة لهذه السنة، وكلهم أمل في أن تتواصل فعاليات هذا الدوري الذي يجمع فئات عريضة ووجوها قل ما تتاح لها فرصة الاجتماع وصلة الرحم. دوريات الأحياء لا تقتصر على هذه الفضاءات فحسب، بل تتجاوزها للمراكز السوسيو ثقافية، حيث جمعية "لكم" المتميزة دائما بأنشطتها النوعية والإشعاعية، تشرف ولأول مرة بالجنوب المغربي، على تنظيم دوري نسوي خلال الفترات الليلية من شهر رمضان، وهي المبادرة التي نالت تشجيع فعاليات مختلفة، بالنظر إلى اهتمامها بالفئات النسائية المهتمة بكرة القدم، كما تحتضن نفس الرقعة دوري آخر لذات الجمعية خاص بفئة الكبار لكرة القدم المصغرة، ناهيك عن منافسات أخرى بالقاعة المغطاة "أناروز" التي تحتفي فيها جمعية "إمدوكال" برئاسة الرياضي هشام مريكيك، على نيل لقب النسخة الأولى من دوري الملاعب الملحقة بالقاعة المغطاة. وفي باب تاركا، يتألق رياضيو تيزنيت في دوري كروي خاص بفئة الكبار، يعرف بدوره غقبالا جماهيريا لافتا. فضاءات تيزنيت الرياضية لا تستوعب فقط كرة القدم خلال شهر رمضان، بل تحتضن أيضا رياضات اخرى من قبيل السباحة التي يمارسها العديدون صغارا وكبارا بالمسبح البلدي، والكرة الحديدية التي تستهوي فئات أخرى من المجتمع المحلي، ترغب في الاستمتاع بهدوء الطبيعة، دون أن ننسى الكثير من سكان المدينة الذين يفضلون زيارة شاطئ أكلو كل مساء لممارسة رياضاتهم المفضلة، أو مارسة هواية المشي أو الجري بالطريق الرابطة بين تيزنيت وأكلو، أو بمغرسة الزيتون المتواجدة بمدخل مدينة تيزنيت من جهة أكادير. فاعلون آخرون، فضلوا الدخول لمجال الرياضة من خلال رياضة جيدة على تيزنيت، وهي رياضة "الهوكي" التي يستعد مسيروها رغم حداثة التأسيس لتنظيم النسخة الأولى من الدوري الوطني لرياضة الهوكي. تلكم بعض الأجواء الرياضية التي عاينتها خلال جولاتي بمدينة تيزنيت، وهي لعمري فرصة للكثير من الشباب لإبراز مواهبهم الكامنة، وكأني بالأغلبية الصامتة تشكو من غياب العديد من الدوريات الرمضانية الأصناف الرياضية الأخرى، بسبب ضعف أو قلة أعداد القاعدة الممارسة، فهل يلتفت المعنيون لتلك الرياضات الأخرى، إنه مجرد سؤال. يتبع