لم تدري الزوجة رفوش أحشاش 34 سنة، تنحدر من مدينة شيشاوة، أن وجبة العشاء الذي كانت تعدها ليلة الجمعة 20 مارس الفارط، ستكون الأخيرة التي ستجمعها بزوجها عبد العاطي منصوري 40 سنة ينحدر من ضواحي أسفي، فبعد يوم شاق داخل العمل بالضيعات الفلاحية،عادا الزوجين مساءا إلى منزلهما السكني الكائن بدوار غزالة بجماعة ايت عميرة ضواحي اشتوكة ايت باها، لتنهمك الزوجة كعادتها، رغم إحساسها بالتعب والإرهاق، في إعداد الأشغال المنزلية، وكذا تلبية بعض الحاجيات الضرورية لإبنهما الوحيد البالغ من العمر سنتين، قبل أن تلج غرفة المطبخ لإعداد وجبة العشاء، التي إعتادت أن تزيد من كميتها لتترك نصيبا لها ولزوجها، قصد تناولها كوجبة غداء، خلال فترة الزوال أثناء عملهما بالحقول الفلاحية. ظلت الزوجة، منهكة في تقطيع كمية من الخضر واللحم لإعداد وجبة العشاء، قبل أن يلج زوجها غرفة المطبخ، ويشرع في ضربها كعادته لأسباب تافهة، إذ لم يتردد في تعنيف زوجته مجددا، وتوجيه ضربة لها بيده خلف رقبتها بشكل مفاجئ، الأمر الذي جعل الزوجة تغاض من تصرف زوجها،وتعمد إلى محاوله تهديده بسكين الخضر الذي كانت تمسكه بيدها،غير أنها أخطأت تقديرها للموقف، لتصوب السكين تجاه قلب زوجها الذي ظل واقفا حينها وراء زوجته بعد صفعها لها، ظل الزوج عبد العاطي يئن من ألم الضربة التي إخترقت أعماقه، فتوجه مسرعا صوب خارج الدار طالبا النجدة، غير أنه سرعان ما سيلفظ أنفاسه الأخيرة أمام باب المنزل بالزقاق. لم تدر الزوجة رفوش، ماذا ستفعل في موقف كهذا، وظنت أن زوجها لازال على قيد الحياة، وأنه دخل في غيبوبة على الأرجح، إذ ظلت تولول فوق جثته طالبة النجدة من الجيران، فيما بادر شقيقه الصغير، الذي كان بالمنزل لحظة وقوع الجريمة، إلى ربط الاتصال بالمركز القضائي، حيت حضرت على التو عناصر الدرك، وقامت باعتقال الزوجة وحجز أداة الجريمة، فيما تم إستدعاء سيارة نقل الأموات، أقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة. تم وضع الزوجة الجانية، رهن تدابير الحراسة النظرية، حيث أصيبت بانهيار عصبي بعد سماعها خبر وفاة زوجها، وبعد الإستماع إليها في محضر قانوني، أكدت للمحققين، أنها لم تنو إطلاقا قتل زوجها، رغم إستمراره في تعنيفها لأتفه الأسباب منذ مدة طويلة، وعدم تقديره لها كأم وكزوجة مكافحة من أجل لقمة العيش الحلال رغم كل ما بدلته له من عناية واهتمام، مضيفة أنها حملها لسكين المطبخ، كان فقط بغاية تهديده وثنيه عن تعنيفها، وهو ما جعلها تلوح بالسكين قصد إبعاده من حولها، دون أن تدري أنه لازال باق في مكانه خلفها، وهو ما جعل السكين يتوجه مباشرة صوب قلبه، وتحدثت الزوجة، عن علاقتها بزوجها الهالك، إذ أكدت أن تعرفت على عبد العاطي سنة 2012 خلال عمل مشترك جمعهما، وربطت معه علاقة عاطفية، توجت بالزواج الذي كان ثمرته إبنها البكر، كما أنها حامل أيضا في شهرها الثالث، وأشارت في معرض أقوالها،أن علاقتهما الزوجية إنتابها الكثير من الفتور في الآونة الأخيرة، إذ أصبح الراحل يثور في وجهها لأبسط الأسباب، وهو ما أصبحت معه العلاقة الزوجية بينهما تتأزم يوما بعد يوم، رغم أنها أخذت على عاتقها مساعدة زوجها، قصد التغلب على التكاليف والمصاريف المادية، حيث دأبت على العمل داخل الضيعات الفلاحية، إلى جانب زوجها الذي يعمل أيضا في نفس القطاع رغم أنه عمل موسمي. أفراد عائلة الزوج، بدورهم أكدوا في شهاداتهم، حسن سلوك الزوجة، ووصفوها بالزوجة المثالية والصابرة في سبيل راحة وخدمة زوجها وابنهما، كما أفادوا في محاضر الإستماع إلى تعرض الزوجة إلى التعنيف من طرف الهالك بين الفينة والأخرى، غير أن زوجته كانت تتحمل ذلك كله بصدر رحب، دون أن تعمل على الإنتقام منه أو مغادرة بيت الزوجية، كما عبروا في الآن نفسه، عن استعدادهم للتنازل عن القضية كمطالب عن الحق المدني، وذلك قصد التخفيف من الأحكام القضائية التي ستصدر ضد زوجة الهالك في النازلة..