أضحت ظاهرة أطفال الشوارع بالمغرب من الظواهرالتي أصبحت تثيرقلق المجتمع المدني بالمغرب، خصوصا أمام تناميها وازدياد عددها بالمدن المغربية يوما عن يوم. أمس وتحت شعار “حسوا بينا نحن أطفال في وضعية الشارع” قرر طاقم إذاعات راديو بلوس ومؤسسة الجنوب للتنمية والتضامن بتنسيق مع جمعية أنيرلمساعدة أطفال الشوارع في وضعية صعبة بأكادير،مشكورين،أن يكون التواصل واللقاء مع هؤلاء عبرالأثيرمباشرة من ساحة الطاكسيات بالباطوار،لقاء تقررأن يعاد مرة كل آخر شهر كما صرحت لنا بذلك الزميلة خديجة البوزيدي والتي لخصت لنا أسباب هذه الظاهرة في مشاكل عدة منها الطلاق،الفقر،المشاكل الأسرية والانقطاع عن الدراسة… عند الساعة 2صباحا بدأ فريق العمل بجمع معداته،وقررالزميل أديب السليكي مقدم البرنامج مرافقة أفراد جمعية أنيرعبر وحدة إسعاف الطفولة في وضعية الشارع الى مختلف نقط تواجد فئة من هؤلاء ،أغلبهم صغارالسن أصبحوا عرضة للتشرد بجميع مظاهره،لتكون أقوى لحظات البرنامج “الذي آستمر الى غاية 6صباحا” لقاء أحد الأطفال المتخلى عنهم بوالده والذي قررالطاقم مرافقته في بث مباشرالى منزله بتراست حيث توجد زوجة الأب التي رحبت بالطفل وأكدت أنه هو من إختار هذا الطريق لأنه لم يتقبل أبدا فكرة وجود إمرأة أخرى في البيت بعد وفاة أمه. هناك معاناة كبيرة وراء الكثير من هذه الحالات: الفقر العائلي، الفشل المدرسي، غياب الأب على الخصوص، وخلافات زوجية كثيرة... تشكل كلها أسبابا رئيسية للخروج إلى الشارع ومعانقة المصير المجهول.هذه الظروف الاجتماعية الصعبة لم تدفعهم إلى الشارع فحسب، بل إلى متاهات المخدرات بكل أصنافها،بالإضافة لما يتعرضون له من إستغلال بشع من طرف الشارع،إما عن طريق تشغيلهم في ظروف صعبة أو عن طريق الاستغلال الجسدي و الجنسي…يشرح محمد خرفا مربي ومساعد اجتماعي كان أحد المشرفين على طاقم جمعية أنيرالأربعة المرافق لراديو بلوس. إننا نقوم ببحث ميداني بالأحياء الفقيرة والمهمشة خاصة، حيث يغيب الوالدان طيلة اليوم عن أبنائهم،وهنا يبقى الطفل عرضة للضياع بالشارع تقول سناء جمال الدين المساعدة الاجتماعية، لهذا اختارت الجمعية العمل على الوقاية كأسلوب في التعامل مع الأطفال الذين لم تفتهم الفرصة بعد،من أجل تحقيق الاندماج المدرسي وبعده المهني و الاجتماعي.مع الإستفادة من أدوات مدرسية وملابس، ومن التطبيب إذا استدعت بعض الحالات ذلك.والذي لازلنا نعاني من ضعفه وتعقيدات إجراءاته خصوصا بمستشفى الحسن الثاني كما صرحت بذلك حنان المعازة المساعدة الاجتماعية الثالثة بالفريق. لتبقى الحلول – تلقائيا – تتمثل في القضاء على الأسباب التي ذكرناها آنفا. لكن تجدر الإشارة إلى أن جمعيات رعاية الأطفال في وضعية صعبة تلعب دور هاما و قيما في استئصال جذور هذه الظاهرة من المجتمع المغربي يقول رضوان العسري المساعد الإجتماعي الرابع بالطاقم،ولعل جمعية ( أنير) تبقى خير مثال. لن ننسى كصحافة أن نثمن هذه البادرة،ونشكر كل من ساهم فيها وتحية خاصة منا لكل أفراد جمعية أنير والطاقم التقني ولأمين الناجي ومحمد السولامي اللذان رافقا أديب السليكي طوال هذه الليلة البيضاء وسط شوارع مدينة أكاديرالسوداء كما قال أديب الذي يستحق منا كل الشكر والتقدير. ونقول دون حذر أن نتائج هذه الظاهرة هي نتائج خطيرة و خطيرة بالفعل، ولها تأثير كبير على المجتمع ككل و خصوصا هذه الشريحة التي يفترض أنها ستمثل جيل الغد والمستقبل. الصورة :استراحة محارب للزميل أديب السليكي مقدم البرنامج رفقة طاقم جمعية أنيرفجرليلة أمس لحظات قبل آنتهاء البرنامج