هن نساء يعشقن التمثيل إلى درجة الهوس، يحلمن بالشهرة والنجومية، إلا أن أحلامهن الوردية قد تتحول إلى كوابيس عندما يصادفن أشخاصا يساومونهن على أجسادهن مقابل تحقيق أحلامهن. منهن من كسرن جدار الصمت وأعلن عن محاربتهن للتحرش الجنسي بكل أشكاله، فيما فضلت أخريات الصمت خوفا من الفضيحة. في مقابل ذلك توجد فنانات يبعن أجسادهن طمعا في الشهرة. سلمى حبيبي، ممثلة مبتدئة تعشق التمثيل إلى درجة كبيرة، ولجت عالم الفن انطلاقا من مسرح الهواة بمدينة تطوان إلى أن أتيحت لها فرصة المشاركة في دور بطولة بمسلسل «شوك السدرة» بعد اجتيازها الكاستينغ. فحبها للفن جعلها تتخلى عن دراستها بطلب من مخرج الفيلم الذي أقنعها بالأمر من أجل التفرغ للعمل. إلا أن سلمى سرعان ما شعرت بالندم بعدما اكتشفت أن أحلامها تبخرت بسبب العراقيل التي واجهتها. وتحكي سلمى حبيبي لنا كيف تعرضت للتحرش الجنسي من قبل المخرج شفيق السحيمي، ففي البداية لم تكن تعلم بالحقيقة خاصة أنه كان يتعامل بنفس الطريقة مع ابنته وبعض الممثلات المتزوجات وغير المتزوجات. إذ كان يضمهن إلى صدره، ليتطور الأمر بعد ذلك إذ بدأ يتفوه بكلام غير لائق كما يلمسهن في مناطق حساسة، على حد قولها. وتؤكد سلمى أن التحرش الجنسي كان أمام أعين الجميع، وهذا ما أثار استغرابها، فبدأت تطلب منه التعجيل بإمضاء العقد وتصوير الفيلم إلا أنه لم يبال بكلامها. تقول سلمى: «رفض السحيمي توقيع عقد العمل، وقال إنني لا أملك الجرأة الكافية لأني عاجزة عن الاقتراب منه، ثم سألني إن كنت أقبل تقبيلي من طرف ممثل في مسلسل ما، فأخبرته أن بإمكاني فعل ذلك لأنه يدخل في إطار العمل، إلا أنه طلب مني تقبيله وتهجم علي محاولا تقبيلي بشراهة وهو يقول سأجعلك جريئة، إلا أنني حاولت مقاومته فضربني إلى أن أغمي علي». وتضيف سلمى حبيبي أن المخرج كان يتحرش بها أمام ابنة زوجته الأجنبية حيث كان يقبلها من فمها ويلامس مناطق حساسة من جسدها، غير أن هذه الأخيرة كانت تشجع والدها وتطلب من سلمى تلبية رغباته الجنسية لتحقيق الشهرة، حسبها. وتروي الممثلة الشابة سلمى حبيبي أن شفيق السحيمي عندما لم يتمكن من الوصول إلى مبتغاه طلب من الشركة المنفذة طردها بدعوى أنها على علاقة مع بعض التقنيين، فقررت فضحه عبر وسائل الإعلام. وقد عبرت سلمى عن استغرابها لعدم تدخل الجهات المسؤولة عن الفن في قضيتها من أجل ردع المتحرش المذكور، خاصة أن الجميع، حسبها، على علم بالممارسات اللاأخلاقية التي يقوم بها المخرج ذاته. وتشير حبيبي إلى أن بعض الممثلات اللواتي يدافعن عن شفيق السحيمي يفضلن الصمت على البوح بالحقيقة، إذ تلقت تهديدات من قبل بعض الممثلات اللواتي يدافعن عن السحيمي، الذي تؤكد أنه اتصل بها وهددها باللجوء إلى القضاء. وفيما أكدت سلمى حبيبي أنها مستعدة لمواجهة شفيق السحيمي أمام القضاء، لم ينف الخبر الأخير الأمر، لكونه اعتزل الفن وقرر الهجرة إلى الخارج حيث اختفى عن الأنظار. بعد مشاركتها ضمن مسلسل «شوك السدرة» الذي لم يكتمل تصويره. ملف التحرش الجنسي بالفنانات تناولته جريدة الأخبار في عدد نهاية الأسبوع.