اعتاد البائعون الارتداد على المقاهي العمومية كمكان خصب لاصطياد زبناء وتصريف سلعهم المختلفة،إلا أن البائعة اليوم قصدت مقاهي مدينة صفرو الموجودة بشارع محمد الخامس لتعرض سلعة أخرى غير التي آلفها الزبناء، إنها تلميذة قاصرة تقطن بحي قديم ومهمش تبلغ من العمر خمسة عشرة سنة تعرض طفلتها حديثة الولادة للبيع مقابل 500درهم من اجل شراء كتب ولوازم مدرسية. أنجبت الأم العازية هذه الطفلة اثر استغلال جنسي والتغرير بها نتيجة الفقر المدقع وغياب رقابة الأسرة التي تتجلى في عدم وجود الأب، و سلطة المجتمع الذي غالبا ما يكون موقفه سلبيا بعدما تقع الواقعة فتنبذ الأم العازية و تجرم الطفلة غير الشرعية. لقد وجدت هذه الأم نفسها أمام خيارين أحلاهما مر،ٌفاما التعايش مع نظرة المجتمع و بالتالي الاختفاء و الابتعاد عن الوسط الاجتماعي و تحمل مسؤولية الطفلة برعايتها و تحدي مختلف الظروف القاسية، ، و إما التخلي عنها مباشرة بعد الولادة. اختارت هذه الاخيرة الحل الثاني الذي لم تفكر في عواقبه الوخيمة فجابت بها كل المقاهي دون أن تجد زبونا يشتري فلذة كبدها، بعد ذلك سلمتها لامها وزوج أمها من اجل التخلص من الرضيعة ،هذا ما أثار انتباه السلطات المحلية الممثلة في قائد المقاطعة الثالثة الذي لم يتوانى في القيام بواجبه وذلك بالحضور امام مقهى الأخوين وقرب مركز الدرك الملكي، حيث تتواجد هذه الطفلة وجدتها ينتظران احد الراغبين في شرائها بثمن بخس ،وبعد معاينته والتأكد من الواقعة تم إخبار الشرطة التي قادت الأم وزوجها والرضيعة إلى المنطقة الأمنية لتحرير محضر في الواقعة .