أسابيع قليلة بعد رفع حالة التأهب بالمطارات، وخاصة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، تحسبا لدخول وباء «إيبولا» القاتل إلى المملكة، قامت السلطات المختصة، ممثلة في وزارة الصحة بتعاون مع الجمارك والدرك، برفع درجة اليقظة بالحدود الجنوبية للمملكة تحسبا لدخول الوباء من دول إفريقيا جنوب الصحراء عبر موريتانيا، وأوضح مصدر مسؤول أنه تم رفع حالة التأهب بالنقطة الحدودية الكركارات، التي تعرف إقبالا كبيرا، خاصة خلال فترة الصيف، حيث يقصدها آلاف العابرين في اتجاه الأقاليم الشمالية للمملكة أو العابرين إلى أوروبا. وأكد المصدر ذاته أنه تم وضع تجهيزات متطورة من أجل رصد الحالات المشكوك فيها من الأشخاص الذين يعبرون النقطة الحدودية المذكورة، موضحا أنه لم تسجل إلى حدود أول أمس الثلاثاء أي حالة اشتباه في الإصابة بالفيروس القاتل، وأن المسؤولين عن المراقبة بالنقطة الحدودية المذكورة يشددون المراقبة طوال 24 ساعة، من خلال العمل بنظام المجموعات. وفي سياق متصل، ذكر المصدر نفسه أن اللجنة الجهوية للمجلس الوطني بالداخلة أوسرد قامت بزيارة تفقدية إلى المعبر الحدودي الكركارات للوقوف على مدى جاهزية عمليات المراقبة التي يخضع لها العابرون من الممر في اتجاه المملكة للتثبت من عدم إصابتهم بالوباء القاتل، مضيفا أن أعضاء اللجنة وقفوا على الإجراءات التي يتخذها المسؤولون بالنقطة المذكورة، من أجل منع دخول الوباء إلى الأراضي المغربية عبر السائقين الذين ينقلون البضائع من دول إفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه المغرب. واستغرب المصدر ذاته استمرار الخطوط الملكية المغربية في تسيير رحلات جوية في اتجاه الدول الثلاث، التي تعرف انتشارا للوباء في إطار ما أسمته ب«التضامن المسؤول»، معتبرا أن القرار الذي اتخذته الشركة يمكن أن يؤثر على صحة المغاربة رغم تصريحها باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لعدم نقل المرض. وأشار المصدر نفسه إلى أن دولا كبرى سارعت إلى وقف جميع رحلاتها في البلدان التي ينتشر فيها المرض، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، وأن قرار الخطوط الملكية المغربية يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية في حالة نجح الوباء في التسرب إلى البلاد عبر المواطنين الأفارقة الذين يستعملون الرحلات الجوية الرابطة بين مطارات تلك الدول ومطار محمد الخامس