"ربطوني بالقنب.. دارو ليا الصابون.. وداروا ليا الكلام الخايب".. عبارات بريئة خرجت متلعثمة من فم الطفل محمد، الساكن في حي تراست الواقع غرب مدينة إنزكان قرب مصب وادي سوس، وهو يسرد بصعوبة جريمة اغتصاب وحشي تعرض لها أخيرا من طرف ثلاثة فتيان قاصرين. الطفل محمد، مثل العديد من الأطفال المغاربة الذين تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي سواء من كبار السن أو غيرهم، لم يستوعب ما حدث له، بل أثر حتى على نفسيته وسلوكه اليومي، وبات معرضا للأرق في الليل، والخوف من الهواجس المرعبة التي تلاحق يومه بعد تعرضه للاغتصاب" تقول والدته. وسرد الطفل الضحية، في مقطع بثته جمعية "نحمي شرف ولدي"، التي ترأسها الناشطة السعدية أنجار، على موقع يوتوب، كيف تم الإيقاع به من طرف ثلاثة فتيان قاصرين اثنان منهما يكبرانه سنا، عندما استغلوا توجهه في الخامسة مساء إلى أحد بقالي الحي لشراء أحد الأغراض لفائدة أخته، قبل أن يعترض سبيله القاصرون الثلاثة في حوش مهجور، ليمارسوا عليه ساديتهم الجنسية. وأفاد الطفل، وهو يتحدث بحياء بالغ لرئيسة الجمعية الحقوقية، أنه تعرض أيضا للضرب بالأيدي والأرجل من طرف مغتصبيه الثلاثة، قبل أن يطلقوا سراحه ليقفل عائدا إلى البيت باكيا ومحطم الشخصية، لتستقبله أخته التي حاولت الاعتناء به وعلاجه، قبل أن تتوجه به والدته إلى مستشفى الحسن الثاني للمدينة. وبدورها قالت أخت الطفل الضحية إنها طلبت من شقيقها الصغير الذهاب إلى "الحانوت" القريب للتبضع، غير أنه تأخر عن العودة للبيت على غير عادته، فسارعت إلى الخروج للبحث عنه، ولما عادت وجدته في المنزل وهو في حالة يرثى لها يبكي وترتعد فرائصه، ليحكي لها ما جرى له في الحوش الخالي مع القاصرين الثلاثة. وطالبت أسرة الطفل ضحية الاغتصاب، والذي حصل على شهادة طبية تثبت تعرضه لاعتداء جنسي من دبره، بأن تأخذ القضية مجراها القانوني المعتاد، وأن يطال العقاب اللازم المعتدين الثلاثة، داعية أيضا إلى رد الاعتبار لهذا الطفل بعدما تعرض له من اعتداء أثر عليه نفسيا بشكل كبير، جعل النوم يهجر جفونه. ويعلق المحامي، حسن أوزيل، متحدثا في مقطع الفيديو ذاته، على حادثة الاغتصاب هذه والتي على شاكلتها، بأن القضاء ملزم بأن يكون أشد قسوة على كل من سولت له نفسه الاعتداء على الأطفال القاصرين الذين لا حول ولا قوة لهم حتى في التعبير، أو في الصراخ لطلب النجدة والاستغاثة للتخلص من براثين الذئاب البشرية". وشدد أوزيل على "ضرورة أن يلقى من أسماهم بالذئاب البشرية أقصى حد يقضى به من ناحية العقوبات السالبة للحرية"، مشيرا إلى أن "هذا الاعتداء إلى جانب أنه فعل إجرامي مشين، فإنه يتعين أن يكون ظرف تشديد يجب معه إنزال أقصة عقوبة حبسية في حق مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية" وفق تعبيره.