"رفع قميصي ونزع سروالي..و"دار كلام العيب هنا"..بهذه الكلمات البريئة عبر طفل قاصر، يبلغ من العمر 7 سنوات، ويقطن في أولاد عيادبني ملال، عن مشهد اغتصابه جماعيا، يوم الجمعة الماضي، من طرف ثلاثة مراهقين من أبناء جيران الحي. وكأن قدر بني ملال هو اغتصاب عجزتها وأطفالها، فبعد قضية السيدة المسنة التي أثارت تعاطفا كبيرا بعد تعرضها لاعتداء جنسي عنيف قبل أيام خلت، جاء الدور على هذا الطفل الذي سرد ما وقع له من اغتصاب بالتناوب أبطاله ثلاثة مراهقين بالقوة، وذلك في مقطع فيديو بثته جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان بني ملال. وتعود مجريات القصة إلى يوم الجمعة 2 مايو الجاري في العاشرة صباحا، عندما توجه الطفل الضحية إلى شراء المثلجات، غير أنه التقى بأحد أبناء الجيران الذي أقنعه بأن يذهبا لاصطياد العصافير، حيث وجد في انتظاره وسط أشجار الزيتون ثلاثة مراهقين أجبروه على نزع سرواله، قبل أن يعتدوا عليه جنسيا. ويتابع الطفل سرده لما جرى له "كنت أصرخ أثناء محاولة الاعتداء علي، ولكن لم يأت أحد لنجدتي"، ليوضح الأب الذي كان جالسا بجواره بأن "منطقة أشجار الزيتون كانت حينها خالية من الناس، وهو ما يفسر عدم حضور أي شخص لنجدة الطفل الضحية. تأخر الولد عن العودة إلى البيت جعلت أمه تفزع لتخرج مقتفية أثره، قبل أن تتصادف مع أحد المعتدين الثلاثة على ابنها الذي بدا عليه الارتباك، وبعودة الابن إلى البيت ضغطت عليه أمه لتعرف حقيقة تأخره، فما كان منه إلا أن حكى بعفويته ما حدث له وسط أشجار الزيتون. ولم يجد أب الطفل بُدا من التوجه يوم الاعتداء نفسه إلى دائرة الأمن "حي الشرف" من أجل وضع شكايته، وإلى المستشفى للحصول على شهادة طبية تثبت واقعة الاعتداء الجنسي على ابنه القاصر. وبالرغم من استعطاف أسر المراهقين الثلاثة، وتوسط الجيران من أجل التنازل عن القضية، أكد الأب أنه لا يمكنه أن يسامح لأن الأمر يتعلق باغتصاب، مضيفا "لو كان ضربا أو رجا لهان الوضع، لكن بعد أن وصل الأمر إلى الاغتصاب فلا يمكن السماح" وفق تعبيره. النيابة العامة، وفق بلاغ لجمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان بني ملال، استمعت لكل الأطراف، وأحالتهم على قاضي الأحداث للتحقيق في هذه النازلة، فأجيل الملف إلى يوم الخميس 5 يونيو المقبل لاستكمال التحقيق.