ما كنت أتصور و أنا أودع ابني زياد صبيحة يوم الأربعاء 23 أبريل 2014 و هو ذاهب للدرس و التحصيل بالقسم الأول إعدادي بمؤسسة ابن الهيثم بأكادير، أنه سيعود إلى المنزل وهو يحمل خدوشا، شقا على مستوى الشفة و أثارا لصفع همجي متكرر ، وما لم أكن أتصوره أكثر، هو أن يكون المعتدي أستاذته للغة الفرنسية. و بينما كانت المدرسة بالقسم، و التي من نبل المهنة يوقف لها و يوفى لها تبجيلا إذ كادت أن تكون رسولا، رن هاتفها فهرعت خارج الفصل لترد، فانتهز التلاميذ الفرصة كعادتهم و أحدثوا صخبا وضجيجا، و عند عودتها لم تذهب بعيدا عن باب القسم فاختارت من كان جالسا في إحدى المقاعد الأمامية: التلميذ زياد التويجر، المعروف بحسن الخلق بالمؤسسة، فخاطبته قائلة: " أنت ستفدي عن الجميع" و تحولت بعد ذلك إلى شيء آخر غير الأستاذة/المدرسة/الفاضلة/المربية، فانقضت على من كان إلى حدود ثوان قصيرة تلميذها، و أذاقته من شتى فنون القتال بعنف ينم عن كراهية دفينة. و لما استطاع التخلص من قبضتها وهو مشقوق الشفة جراء يمنى مباشرة قوية، يحمل خدوشا و أثارا لصفع همجي متكرر اتجه راكضا، تاركا وراءه قطرات الدم على الأرض ليستنجد بالحارس العام بمكتبه، هذا الأخير الذي لم يجد بدوره إلا القمع لمواجهة التلميذ المعنف، و عوض أن يهدئ من روعه، نهره بشدة و أمره بالرجوع إلى القسم. و ما لم أكن أتصوره أيضا، أن يصاب الطفل بعجز كلي لمدة 15 يوما مع إمكانية حدوث مضاعفات ( حسب شهادة طبية بمستشفى عمومي) والأستاذة لم تقدم أي اعتذار أو حتى تسأل عن حال الطفل، بل أكثر من ذلك سعت إلى حشد تضامن أستاذ الرياضيات و أستاذة اللغة العربية اللذين أصبحا ينكلان بالتلميذ و يسمعاه من الكلام ما لا يذكر في مثل هذه المقامات إضافة إلى التهديد و الاضطهاد مما أجبرني لأخذ شهادة المغادرة من المؤسسة خشية تدهور حالته النفسية كما تقدمت بشكاية إلى كل من السيد وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بأكادير و السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية. أكادير، في الإثنين 19 ماي 2014 إمضاء المصطفى التويجر