لقد استنكر تلاميذ إحدى الثانويات الإعدادية بشدة السلوك المتكرر من طرف إحدى أستاذات مادة التربية الإسلامية وهي تعمد إلى مسح يديها المتسختين من جراء ما علق بهما من مسحوق الطباشير في ملابس التلاميذ. وهو سلوك تكرر مرارا حتى صار حديث التلاميذ في السر والإعلان. ولكن نظرا للخوف من غضب الأستاذة لم يتجرأ أحد على إخبارها والتعبير عن التبرم من سلوكها اللا أخلاقي خصوصا وأنه صادر عن أستاذة تقوم بتدريس التربية الإسلامية. وفي حالة عدم تواجد أي تلميذ بالقرب منها أو قرب السبورة تلجأ السيدة الأستاذة إلى مسح يديها بوزرة صديقتها الأستاذة دون حياء أو خجل. إن شرف المهنة مهنة التعليم يجعله مثل هذه الأستاذة ينزل إلى الحضيض، حيث يتلطخ بسلوكات همجية مشينة لا تليق حتى بمن هو أدنى مرتبة ولا قيمة من الأستاذ. وإذا كان التلميذ منذ نعومة أظفاره وهو يحفظ عن ظهر قلب أناشيد وأشعار تأمره بأن يقف للمعلم ويفيه التبجيل لأن المعلم كاد أن يكون رسولا، فأعتقد أن هذا التلميذ سوف يجن جنونه، وتختلط عليه المفاهيم وسوف لن يجد تفسيرا لكذب الشعراء و مواعظ الآباء التي ظلت تعيش معه وترافقه في كل مرحلة من مراحل عمره وهي توصيه بحسن الاحترام والتقدير للأستاذ، وتلقنه الدعاء معه عسى الله أن يرحم من علمه ومن له الفضل عليه. إن الأستاذ الذي يفقد مكانه في عين التلميذ من الصعب عليه أن يكون مقنعا بمعنى آية أو قيمة يأمر بها حديث نبوي شريف..لأن كل شيء جميل في الدين يصبح بلا معنى لكونه يخرج من فم أستاذة لا تستحق أن تقوم بتدريس مادة تتأسس على قيم ومبادئ وأخلاق تتنافى كلية مع إهانة التلاميذ واعتبار صدورهم وما ارتدوه من ملابس مجرد قطعة من قماش تصلح لترسم عليها لوحة عشوائية بما اختلف من ألوان الطباشير، أو منشفة صالحة لتطهير يديها المتسختين. نعرف أن الرقابة التي يمارسها المفتشون لا تطال مثل هذه السلوكات الغريبة لأنها أمور خفية لا يعرفها غير التلاميذ. والتلميذ في جميع الأحوال يجد نفسه مغلوبا على أمره ولا يستطيع أن يتقدم بشكوى أو يقوم بالتعبير عن الرفض عن ما يستهين بكرامته و يحتقر إنسانيته. لأنه بكل بساطة يخاف من أن لا يأمن شر الأستاذة التي من الممكن أن تنتقم منه شر انتقام.