فور بثّ موقع حزب العدالة والتنمية وكلاء لوائحه في إنتخابات 7 أكتوبر المقبلة، عبّر غاضبون يعدّون على أصابع يدٍ واحدة من مصباح تطوان على رفضهم لوضع محمّد إدعمار على رأس الائحة من طرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وفق ما تنص عليه المذكرة التطبيقية لمسطرة اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية للانتخابات التشريعية العامة 2016 . شكيب الشودري، العضو الوحيد الذي أعلن استقالته على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وحظيت باهتمام وسائل الاعلام، أرجئت مصادر مقربة من رئيس جماعة تطوان ل "الشمال24" أن "غضبه يرجع إلى كون محمد إدعمار لم يمنحه رخصة لبناء مركب سياحي سكني بمنطقة بوعنان، وليس ما يدّعيه على وسائل الإعلام من غياب الديمقراطية الداخلية" . وأوضحت مصادر "الشمال24" على أن "رئيس جماعة تطوان طالبه بأكثر من مرة بأن لا يخلط بين الشأن الحزبي والتدبير الجماعي، وبالتالي عليه أن يسلك المساطير القانونية للحصول على الرخصة، التي على كل حال لا يمكن أن يوقع عليها الرئيس لأنها مخالفة للقانون الذي لا يسمح ببناء مركب سكني بمكان مخصص للفيلات، إلا أن الشودري ظلّ يتردد على قسم التعمير دون جدوى" على حدّ تعبيره . ذات المصادر أوضحت أن "المعني بالأمر لم يقف على هذا الحدّ في محاولات استغلال انتمائه الحزبي، وظل يحابي رئيس الجماعة حتى يحظى بتعويض عن بناية له على أساس أنها وحدة صناعية في إطار الإستفادة من نزع الملكية لإحداث مشروع تهيئة سهل وادي مرتيل، إلا أن لجنة المعاينة خلال زيارة ميدانية مفاجئة تبين لها أن المعمل هدم منه جزء كبير ولم يشتغل منذ مدة طويلة، وأصبح مستودعاً لتخزين الأسماك فقط" . وأضافت على أن الشودري "حاول التحايل على لجنة المعاينة وتم إرسالها من جديد لعين المكان، وتفاجؤوا بوجود صناع تقليديين يشتغلون هناك بدون رخصة قانونية ليوهمهم أنه معمل يشتغل، لكن الحقيقة أن أولئك العمال لا يشتغلون معه، وإنما استأجرهم ليستفيد من عملية نزع الملكية"، تتابع المصادر . واستغربت ذات المصادر من تضخيم شأن الشودري وهو الذي التحق بحزب العدالة والتنمية بعد 2011 فقط، وذلك لتحقيق مشاريعه الخاصة بطرق غير قانونية تحت مسمى "الأخ ديالنا" التي قطع معها حزب العدالة والتنمية وجعل المناضل الحزبي خادماً للمواطنين ولا يخدم له، وهو الأمر الذي لم يستوعبه أصحاب المصالح الشخصية، حسب قولها . وشددت المصادر أن "هؤلاء الأعضاء خطيرون جدا ويهددون مشروع الحزب، حيث تسللوا إليه قبل مدة قصيرة ولما لم يحققوا مكاسبهم الشخصية عملوا على شيطة الرئيس إدعمار وبعض المستشارين، ثم عملوا على الدعوة إلى تجاوز مساطر الحزب التي صادق عليها المجلس الوطني وهو أعلى هيئة بالحزب، ثم الآن يتهمون الأمانة العامة بالتواطؤ مع مناضلين دون آخرين ووجود تقاطبات داخلية وطنية وليست محلية فقط، ووجود كتائب الكترونية، وتخاريف أخرى، ولا نعرف ماهي التهم الجاهزة التي سيطلقونها لاحقا، لأنهم أبانوا عن فجورهم في الخصومة وننتظر منهم أي بهتان" . وأردفت أن "الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تطلع بشكل دوري ومستمر على عمل جماعة تطوان، وتنوه بالعمل الدؤوب الذي يقوم به رئيسها محمد ادعمار رفقة مستشاري الحزب وتحالفه المتماسك الداخلية والخارجية، رغم الاكراهات والتحديات، لذلك لا تابه بهذه الشوشرات الاعلامية وإنما بالحقائق والوقائع التي لا ترتفع" . وأبرزت أن "حزب العدالة والتنمية بمدينة تطوان يمر بمرحلة حرجة ولكنها صحية، ستفرز عن من ينتمي لمشروع العدالة والتنمية ومن ينتمي لأشخاص معينين، ومن همه خدمة المواطنين ممن له هم خدمة نفسه ومشاريعه، وما اكثرهم وسيأتي وقع فضحهم بالوثائق التي تقطع الشك باليقين" . وفي رده على شكيب الشودري بخصوص عدم موافقته على ترشيح الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لمحمد إدعمار لاعتبارات سياسية هي أدرى بها، قال محمد أمحجور، نائب رئيس جماعة طنجة للشودري "لو كان أي واحد ما كيعجبوشي قرار الحزب وهيئاته المشتغلة في إطار الأنظمة والاختصاصات لكنا انتهى قبل 2010 وكنت كاع مجبرتيه"، على حدّ تعبيره . ومن جانبه، قال أحمد بوخبزة، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بتطوان "نحن مع الشرعية والمشروعية الحزبية، ونعتقد أن الأمر من الدين يثاب عليها الملتزم ويعاقب عليها المنفلت عن قصد، وهو ما يصطلح عليه بالطاعة في المنشط والمكره، ولو على أنفسنا"، مؤكداً في ذات السياق أنه "لا استسلام، بل صمود وعطاء لنصرة مشروعنا السياسي الإصلاحي تحت إشراف الأخ المجاهد عبد الإله بنكيران" . وكانت سعاد شيخي، القيادية بحزب العدالة والتنمية بجهة طنجةتطوانالحسيمة طالبت مناضلي المصباح ب "تحصين حزبهم من المتطفلين على السياسة الذين لا هم لهم سوى التموقع من أجل كسب المصالح الشخصية، وإن كان ذلك على حساب الإساءة للتنظيم" . مشيرة أن "المتطفلين على السياسة داخل حزب العدالة والتنمية لا تكاد تسمع لهم حسا ولا ترى لهم أثرا الا عند قرب المحطات الانتخابية، فيبدأ بعضهم بالتبحليس ومحاولة استمالة المؤيدين لهم، وبعضهم بالابتزاز والتهديد بالاستقالة إن لم تحقق ما يطمحون له"، داعية إلى "الحزم والصرامة مع هؤلاء كلهم وغيرهم بدود تردد، فذلك لن يزيد الحزب إلا قوة وتماسكا"، حسب قولها . واعتبر ناشطون بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن استقالة الشودري تأتي في إطار العنصرية المقيتة التي يعاني منها إدعمار من بعض العائلات التطوانية رغم أنه مقيم بتطوان منذ 30 سنة، ورصدوا تدوينات وتعليقات تبرز ذلك بشكل جلي . كما كشف ناشطون عن حزب المصباح أن الشودري له نقص حاد في معرفة مساطير الحزب في اختيار مرشحيه، حيث دعا أحد النشطاء "الكتابات الإقليمية لحزب العدالة والتنمية قبل منح عضوية عامل إلى تنظيم دورات تعليمية حول قوانين ومساطير اختيار المرشحين.. باش ميبقاوش هادو اللي كيهدرو على الديمقراطية الداخلية لحزب المصباح في موضع "يثير الشفقة"، وباش كذلك منساهموشي فصناعة متلازمات نفسية وجهالات سياسية" . تجدر الإشارة إلى أن مصادر موثوقة من جماعة تطوان كشفت ل "الشمال24" عن مرافقة وتوافق شكيب الشودري مع مرشح حزب البام، النائب الأول لرئيس جماعة تطوان المفوض له تدبير قسم التعمير، للحصول على الرخصة السابقة الذكر، ولو كلفه ذلك الالتحاق بحزب التراكتور، وهو الأمر الذي لم ينفيه الشودري في حوار حصري له مع يومية ورقية .