هذا حوار مع أحد الأصدقاء "كلما تقترب الامتحانات يكاد يختنق من فرط التفكير والقلق والخوف"، قال لي: أنا أجد صعوبة في اجتياز الامتحانات، أدرس حتى التخمة ومع ذلك تجتاحني مخاوف مرعبة حيال المستقبل !! قلت: فعلا مستقبلي ومستقبلك ومستقبل شباب الحي مبهم تماما، لكن بالنسبة لك، هل تريد أن تكون "كائنا دراسيا"؟ فسألني: ما معنى "كائنا دراسيا"؟فأجبته: أن تجعل كل همك في الدراسة وتبني عليها أحلامك كلها وفي حين فشلك في"الدراسة الرسمية" تتدمر كل حياتك . فقال : لا لا ليست هكذا ولكن لا أدري من أين يأتي هذا الشعور.. يطير النوم من عيني جراء التفكير . قلت : أتمنى ألا أكون صادقا في انطباعي الأول لكن ألا ترى أن التفكير عموما أمر مهم في الحياة، بل مهم جدا حين يكون في اتجاه قضايا علمية، فأنت تمارس أعظم رياضة للعقل، ما المشكلة !؟ قال: نعم لا أستطيع وصف المشكلة بالضبط لكني انا أقرأ، لعل وعسى، لكن صراحة لا أجد ذاتي وسط القسم !؟ قلت: القسم لا يصنع نجاحك بل أنت الذي تصنعه باجتهادك، قال : نعم . لكني قصدت لا أحب الدراسة حتى أجتهد فيها . قلت : ااه لا تحب الدراسة كما في المدرسة هذا شيئ، ولا تحب القراءة بشكل عام شيئ آخر، لأن الثانية مهمة جدا، واذا كان فضاء المدرسة عموما لا يريحك نفسيا ولا يتناسب معك، فكافح في مكان آخر أكثر تأقلما مع شخصيتك، المهم أن تضع نفسك في المكان المناسب لطموحاتك وأهدافك "هذا ان كان لك طموح" . قال: نعم أريد الاتجاه نحو التكوين المهني لكن عائلتي تريدني أن أكمل الدراسة، قلت : جيد جدا.. عليك أن تقنع أسرتك بحبك للتكوين وسوف تقبل، ارسم هدفك بتفصيل أكثر واتجه إليه بقوة أكبر، ولا يهم بعد ذلك الدرجة التي تسير بها "سريعة/بطيئة" .. المهم أن تواصل وتصل .