كل الأحزان تليق أمام قمر شاحب إلا حزني يليق به كتاب مغلق على حشائش مضيئة كأني أعيش بين السطور! قلت لها:أريد حزنا بياسمين ورائحة برتقالة أقشرها تحت المطر.... ينقصني الياسمين وينقصني المطر ولم أعلن أنني بحاجة إلى كذبة من شخص أحبه أو من امرأة جميلة كي أعود إليَّ.. قلت لها أيضا أتعرفين أن الحزن هو أن تشعر بأنك قاطن غير جيد لنفسك؟ أنك غير قابل للسكنى..! وأنك مزدحم بفراغ يثير الدهشة، فراغ كثيف حدالتصلب، لأنه يمنعك من أن تقيم شاعريا في أركان نفسك.. وأن الأمل الوحيد بالضبط هو أن تقتنع أخيرا بأن البحر يليق بأن تنشر فيك الروح كما منديل فوق حبل غسيل.. قلت: العالم هذا المساء متفرغ لخدمة حزني قالت: نحن اثنان إذن...هو الحزن أحيانا يستوجب حالة تفرغ... ايييييه نعم. .عادة يحتاج الحزن قمرا شاحبا. .لكن في حالتي يبدو أنه اختار. .... قمر النثر. قالت: تشبهني أنت إذن أو أنا من يشبهك... كلانا مثقل بالخيبات... قلت : شبهات الحزن، كما لو أنني كنت تفرغت البارحة لكي أغويك بحزني الشبيه! قالت: أحسست أن ضحكتك تلك...تخفي مايخفيه قلبي!!! قلت: نعم الذي يبتسم عادة تكون عيناه حزينتين كما تقول الأغنية كما تقول عينا أمك في البعيد الغابة التي لا يجللها الأسود الكحلي ليست قريبتك في الغموض ولا في الشجن قالت: وإن كنا أحيانا نصدق فرحنا كي نخفي الحزن بمهارة... قلت: تلك هي موهبة أمثالنا في الحزن السري قالت: سأتذكرك حين أبتسم وستتذكرني وسنضحك لحزننا الدفين...وقد نسعد قلت: ما من شك أن رغيف إنسانيتنا نطهوه برقة الحزن ولذة البسمة قالت: لكننا نتعب... (وربما أشبهها بقارب الأبدية يترنح بسبب الأرواح الجريحة لنساء قرب المحيطات يحلمن بالحبيب كلما ظهر القمر)... قلت: لكنها إنسانيتنا ونحملها كالكريات بيضاء وحمراء في الدم قالت: أعلم...أدرك أني لن أتغير قلت: أتعرفين. .لدي رغبة فعلا غريبة لهذا الحزن أريده أن يشبه الياسمين ومع ذلك يبدو حزنا واضحا بعواطف مبهمة.. قالت :حزن أبيض... يحيا بحب قلت: أفاجئ نفسي بأحزان غريبة قالت: حتى يصبح أنيسك... قلت: أحيانا أظن أننا ولدنا في حاضنة واحدة وتبدو ملامحه أكثر ألفة من بعض إخوتي قالت: أتعلم ما يحزن أمثالنا ؟ قلت: ماذا؟ قالت: عالم يخلو من العمق،( ربما كانت تريد أن تقول :عالما يطفو فوق القلب ) كل حزني هو أني لا أجد مكاناً .. قلت: اووه في هذه الحالة يكون الحزن طريقتنا في إعطاء قليل من الثقل للخفة التي تجرف الكائنات قالت: أختنق، وأنا أرى العالم بعيون أوسع من المدى... قلت: صدقيني:عيناك والمدى على صواب قالت: يحلو لي أن أصدقك وأصدق عيني والمدى قلت: نحن على صواب ،ومن أجل إنسانية جديدة للحب..لا بد من عضلة القلب الحزين قالت: إنسانية جديدة للحب... أحببت المعنى إلى درجة أنني نسيت عضلة القلب الحزينة... قلت: تلك محاولة للنثر. ..من جديد قالت: نثرك أجمل ما في حزنك قلت: من بلاغة الحزن أنه كالعشب ينبت في السر بأفضل خضرة قالت: ومن صدف الحزن الجميلة أن يجد فجأة صداه في صوت ما... قلت: بليغة هي أحزانك..! قالت: حزني يخرج عن النص بهكذا مزحات ثم مرة أخري قالت: أنا أختبئ دائما وراء هذه البهجة، ها أنا قد كشفت لك مكاني...مرحبا بك فيه متى شئت!! قلت بحنين: مخدع السوسنة يليق بك قالت : أختاره منزلا رسمه لي شاعر... من سوسن إلى غاردينيا وسأحب حزني... قلت: وأنا سأواصل الحياة وأنا مطمئن بأنه بين جوانح آمنة وقلت: امنحيني هذا الأسود لكي يليق بي الحظ وليتك ترتدين روحي كي أكون بارعا في الحزن! قالت: استبقتك إلى المساء قلت:اسْتبِقي حزني، لعلي أخلق عواطف جديدة له .. أو يخلق لي موجة تداهمني ..!