سيدة تونسية، تدعى زاهرة، تعودت على لقائها عبر الماسنجر كثيرا، تنشط في الكتابة على الشبكة العنكبوتية، تحمل شهادة دبلوم في اللغة العربية، ودبلوم في الاعلام أيضا، من إحدى جامعات تونس، تستلطف ان تسترشد برأيي بكل شيء يهمها، خاصة، في كتاباتها المتنوعة والمتعددة، اضافه الى قضاياها الخاصة، ونشاطاتها، حيث تعرفني جيدا، بأنني من مناصري المرأة دائما، لهذا السبب، لا تتواني ان تحدثني بكل ما يجول بخاطرها عن مشاكل المراة، وما تعانيه من ظلم واضطهاد. قامت بيننا صداقة منذ مدة طويلة، كنا نتحادث معا، بشكل متواصل عبر الماسنجر، خاصة، اذا ما استجد شيء طاريء بيننا، بما يمس حياتنا الخاصة، او كتاباتنا بشكل عام. هذه المرة، فاجاتني بحديثها عبر الماسنجر، بقولها، أنها تود ان تناقشني بموضوع هام، يهمها كثيرا، ويمس حياتها الشخصية، وبمعنى اوضح، يمس حياتها الزوجية، قلت لها، وما هو هذا الموضوع الهام؟؟ قالت: ولكن ارجو ان تعطيني رايك بجدية وبصراحة. قلت: ولا يهمك، ان شاء الله، سأكون عند حسن ظنك. قالت: اود ان ابحث لزوجي عن زوجة أخرى، هل تدعمني وتؤيدني بذلك أم لا؟؟ قلت: حقيقة هذا شيء مفاجيء لي، ولأول مرة، اسمع منك مثل هذا الكلام، ولم اسمعه من غيرك قبل ذلك، زوجة، تطلب ان يشاركها احد غيرها بزوجها!!!!!! فهل حقا ما تقولينه لي، سيدتي الفاضلة؟ وما هو السبب في قولك هذا؟؟؟؟ قالت: اقول لك هذا الكلام بجد، وعن قناعة شخصية، بعد ان عانيت من زوجي كثيرا، وطفح الكيل. قلت: وما هو سبب معاناتك منه؟ اعتقد اكيد، بانه يطلبك كثيرا، كونك رائعة الجمال، ولا تستطيعي مجاراته بهذا الأمر. قالت: ابدا، فهذا الموضوع، لا يحرجني كثيرا، وانا اقوم بواجباتي الشخصية نحوه على ما يرام، هذه القضية، لا تأخذ منه وقتا كبيرا أو اهتماما زائدا. قلت: اذن ما هو وراء طلبك هذا؟؟ قالت: زوجي من النوع الأناني جدا، اضافة لكونه بخيلا. قلت: لهذين السببين، تريدي ان تبحثي له عن زوجة اخرى؟ قالت: لا، ولكن منذ زواجي منه، وانا اقوم بواجباتي المنزلية المعهودة كزوجة، من طبخ ونفخ ورعاية وتعليم الأولاد والمحافظة على المنزل، وكل الأعمال المنزلية الأخرى المعروفة. ولكن، لا اشعر منه باي تقدير او احترام لمجهوداتي هذه، أو حتى لشخصيتي واحاسيسي ومشاعري الخاصة، كزوجة له. قلت: هل لك ان توضحي لي اكثر من ذلك ؟ قالت: هو لا يحترمني، ولا يشعرني بأنني زوجته وام لأولاده، ويحتقرني باستمرار، فهو يهتم فقط، بأن ألبي كافة احتياجاته في المنزل، من طعام وشراب، والقيام على خدمته وتلبية كافة طلباته المتعددة، وتربية ابنائه، وتنظيم وتنظيف مكتبه الخاص به ايضا، حتى اذا احتجت ان اشاهد التلفاز للترويح عن نفسي من تعب وكد النهار كله، أو أن اقرأ كتابا أو مجلة لزيادة معرفتي وثقافتي، فانه لا يتركني بحالي هذا، فيتذرع باي سبب وسبب، حتى يخلق لي، اي اشغال اخرى، وبحجج واهية، كي اترك مشاهدة التلفزيون، او مطالعة الكتاب، واقوم بتلبية طلبه. قلت:الم يتم زواجكما (كما قلت لي سابقا) عن حب وتفاهم، خلال مدة تزيد عن الست سنوات من الاتصالات والتواصل؟؟؟ قالت: بلى، كما قلت لك بالفعل، فانا تعرفت عليه من خلال الماسنجر، لمدة تزيد عن الست سنوات، وعبر لي كثيرا عن عواطفه الجياشة نحوي، وحبه الشديد لي، وألح علي كثيرا بقبول الزواج منه، وكان ودودا ولطيفا في كل أحاديثه معي، وشعرت من رسائله لي، وحديثه معي، بانه ملاك طاهر، ومتفهم لي تماما، وصادق بكل ما يقوله لي، وعلى ضوء ذلك قبلت به، وتزوجني وتزوجته. قلت: لماذا كان التواصل معه عبر الماسنجر؟ وليس من خلال اللقاءات الشخصية المباشرة؟؟ قالت: هو ليس شخصا تونسيا ومقيم في مدينتي، هو عراقي الجنسية، ويقيم في بغداد بعيدا عني، وكان يدرس الهندسة، عندما تعرفت عليه، ولم نتزوج الا بعد أن انهى دراسته الجامعية. قلت: وما الذي غير طباعه وكلامه ووعوده لك، وهل هذا التغير، حدث عقب الزواج مباشرة؟؟؟ قالت: استمر معي بداية، بعلاقات زوجية حميمية وقوية، وبعلاقات محترمة ومتبادلة، لمدة اكثر من ثلاث سنوات، وكنا لا ننام الا بأحضان بعضنا البعض دائما، ونشعر بسعادة غامرة تغمرنا سوية، ولكنه تغير بعد هذه المدة كثيرا، ولم يعد يهتم بي، وبأحاسيسي ومشاعري، ولم يعد يلاطفني مثل ذي قبل، ولا يحترم شعوري وأحاسيسي ورغباتي، ولا يسأل الا عن مأكله ومشربه وجاهزيته في الوقت المحدد، حتى اولادنا الأثنين، اللذين خلفناهما مدة حياتنا الزوجية، وهما ريما ورياض، لا يهتم بامرهما كثيرا، وترك امرهما لي، فانا من أقوم بتوصيلهما الى مدرستهما يوميا، واعيدهما الى المنزل، وأتابع دروسهما لوحدي، فانا اقوم بكل الأعمال المنزلية، وفي الليل، يعبث بجسدي كما يشاء، بدون احترام لشعوري، ويطالبني بان استعد له استعدادا كاملا، اذا ما طلبني للسرير، وكنت استجيب له، ومع هذا وذك، لا اجد منه حمدا ولا شكورا، واي تقصير مني، مهما كان بسيطا أو تافها، لا يغفره لي، فيلومني عليه كثيرا، ويهزؤني عليه بعنف، ويرفع صوته مهددا ومتوعدا، وكأنني ارتكبت جريمة بحقه، واشعر بأنني عبدة له، وليس زوجة كباقي الزوجات. قلت: هل يشعر بتقصير بالأمور والعلاقات الزوجية من جانبك؟ بمعنى أنك تهملي شخصك وجسدك، وما يحبه بك من اهتمامات؟ قالت: ابدا، فانا (كما قلت لك سابقا) حريصة على كل استحقاقاته الزوجية، واقوم بواجباتي نحوه بشكل كامل بهذا المجال، مع ان هذا الشيء، يؤلمني كثيرا، كوني مطيعة له، ولكنه يجرح شعوري واحساسي، ولا يتكرم بملاطفتي واحترام شخصيتي وكياني، ويعبث بجسدي كما يشاء، كما ذكرت لك، ولا اسمع منه كلمة حلوة، تريحني، وتريح اعصابي القلقة، والمتعبة من طيلة كدي وعملي في البيت. قلت: لماذا كنت كلما سالتك بهذا المجال، وعن علاقاتك الزوجية، كنت تخبريني بانها على خير ما يرام. قالت: صحيح، لم اكن اخبرك، وليس حرجا منك، بقدر ما كنت احاول تغييره وتغيير سلوكه معي، لعل وعسى يتغير مع مرور الوقت والزمن، حيث كان يوعدني بمعاملة، وتكريم وتقدير افضل، ولكن حتى هذه اللحظة، لم اكن اشعر منه بأي تغير او تبدل، سوى الشي القليل والقليل جدا، وكما يقول المثل: ذنب الكلب اعوج، حتى لو وضعته بقالب. قلت : وما سبب سكوتك عليه كل هذا الوقت، ولم تطلبي منه الطلاق مثلا؟؟؟ قالت: حقيقة، تقديري لأولادي وحبي لهم، وعدم رغبتي بازعاجهم ومرمطتهم، كان يتطلب مني ان اتحمل كل شيء في سبيلهم، وفي سبيل سعادتهم، مهما كان الوضع علي قاسيا، فهؤلاء ابنائي وفلذة كبدي، الى ان طفح الكيل كثيرا، وبدأت افكر بايجاد حل لمشكلتي معه. قلت: وهل وجدت الحل، بتزويجه من امرأة اخرى تقاسمك زوجك في الفراش؟؟؟ قالت: هذا هو تفكيري وما توصلت اليه أخيرا، واجده أنسب الحلول، وأحلى الأمرين، فوجود زوجة ثانية له، قد تعمل على ان ينساني، ويتفرغ لها، من كافة النواحي، ويطلب منها خدمته بكل ما كنت اقوم به من اجله. قلت: وماذا سيكون دورك عندئذ في البيت؟؟؟ قالت: اهتم بأولادي وبشخصيتي، وتنمية ثقافتي وفكري، وطالع قراءة الكتب والمجلات، واتمتع بسماع الأغاني ومشاهد التلفاز، واطلع على كل ما هو جديد في العالم، وبذلك انمي افكاري ومعرفتي وشخصيتي، فانا محرومة من كل هذا، لأن زوجي لا يترك لي فرصة، استغلها لمنفعتي الخاصة. قلت: الم يطلب منك مساعدته بأي شيء آخر، خلاف الأعمال المنزلية واهتمامك به؟؟؟ قالت:بداية حياته الزوجية معي، طلب مني دعما ماديا، فكنت اقف الى جانبه بهمة عالية، حتى كنت اساعده ماديا بما في حوزتي من النقود، فقد كان وضعه المادي ضعيفا، وكنت اشجعه على بناء شخصيته، وتقويتها أمام الآخرين، فقد كنت اشعر بانه ضعيف الشخصية الى حد ما، مع انه جلف وقاسي في طباعه، خاصة معي، فكنت اشجعه في عمله، على الجد والاجتهاد، وتبني المشروعات المهمة، والتي تدر عليه دخلا مجزيا، حتى خارج اوقات دوامه الرسمي، ومن خلالي فعلا، حقق الكثير من النجاحات والمكاسب، وكان يعترف لي بذلك، ويقول: لولاك، لما نجحت كثيرا، ولا حققت هذا الكم من النجاحات والمكاسب المادية. قلت: وما هو اكثر شيء تتاثرين به من تصرفاته، ويجعلك تنفرين منه؟؟؟ قالت: عدم احترامه لي، وتهجمه علي كثيرا، واستعماله بحقي الألفاظ البذيئة والمنكرة، ومسه لكرامتي، وعدم تقديره لشخصيتي، وجرحه لمشاعري وكبريائي، وعدم احترامه لجسدي، والعبث به، فجسدي مقدس، ومن لا يحترم جسدي وشخصيتي، لا اتقبله، ولا استطيع التعاون معه باي شيء يرغبه. قلت: اشعر بان زوجك كلاسيكي، وهو كأي زوج شرقي، يحمل عادات وتقاليد بالية عن المرأة، فهو يعتبرك ناقصة عقل ودين، وان الرجال قوامون على النساء، وانت والشيطان رضعتا من ثدي واحد، والمرأة مخلوقة من ضلع آدم الأعوج، وثلثي أهل النار من الحريم، والمرأة جسمها عورة، وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، ولهذا السبب فهو لا يحترم شخصيتك وافكارك، ويؤمن بأن المرأة لا تساويه بالحقوق والواجبات، لهذا فهو كاي رجل شرقي متخلف، يحتاج الى عملية غسيل للدماغ، وزرع ثقافة جديدة في عقله، مبنية على المساواة والعدالة والروح الديموقراطية والأاحترام المتبادل والتعاون والأنسانية. قالت: هو بعيد كل البعد عن الأنسانية، ولا يحترم انسانيتي بالمرة، ولا يقدر شعوري وأحاسيسي، كما لا يحترم شخصيتي، ولا يحب ان ابني صداقات مع احد من بني جنسي، ولا يحب ان نتزاور مع الآخرين، ولا يجامل الناس، وهو يتركني في البيت وحيدة بين جدرانه، ويخرج الى خارج البيت لوحده، ويتركني مهملة في احدى زوايا البيت او مع الأولاد. قلت: هل له نشاطات واهتمامات نسائية وخلافه خارج البيت؟ قالت: هو لا يحاول في هذا الجانب عمل اي شيء، خوفا من ان يكلفه هذا الشيء، الكثير من الأموال والمصروفات، فهو لا يقدم على اي عمل خارج نطاق الأسرة، اذا كان يتكلف صرفا، فيده مشدودة كثيرا، فهو رجل بخيل جدا، يحسب للنقود حسابات كثيرة، قبل ان تخرج من يده، ولطالما أكد على اهتمامي في هذا المجال، وكثيرا ما كنت اوفر له الكثير، من خلال تقنين الصرف بكل شيء، ولا احاول ان اكلفه اكثر مما يريد من مصروفات. قلت: هل تعتقدي عند زواجه من أخرى، سيتركك بحالك، ولا يتدخل بشؤونك الخاصة، وبأعمال المنزل، وهل عرضت عليه الفكرة وقبلها؟؟ اليس هناك احتمال من قبله، برفض فكرتك مثلا؟؟ قالت: حقيقة لم اعرض عليه الفكرة بعد، ولم اعرف بعد احتمالات رفضه من موافقته عليها، على الأقل، اذا قبل بالفكرة، ستكون زوجته الثانية الى جانبي في كل أعمال البيت وخلافه، وتتحمل معي واجباته ومسؤولياته، وبذلك يخف عني ضغط العمل واحتكاكه بي باستمرار، واستغل وقت فراغي بالقراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز والاهتمام بأبنائي ومتابعة دروسهم واحوالهم واحتياجاتهم. قلت: هذه على العموم قناعاتك الخاصة بك، وانت حقيقة، اكثر مني على الحسم والجزم والأخذ بها اذا شئت، فانت اقدر مني على تقييم ظروفك ووضعك، ولكنني ارجو منك، ان اعرف موقف زوجك في حالة ما عرضت عليه الفكرة. قالت: يعني انت لم تعطني منك موقفا حاسما وحازما من فكرتي، وتتركني أعيش في حيرة من امري؟؟ قلت: سأنشر فكرتك عبر الشبكة العنكبوتية، وسوف اتابع ردود القراء عليها وتعليقاتهم من كلا الجنسين، وسأول ان استخلص فكرة موحدة من القراء وردودهم، وردات فعلهم عليها، وساخبرك بالموقف الأخير. قالت: لا باس، ارجو اعلامي بما ستكتبه عني، وساتابع بنفسي نشر الموضوع، وردات الفعل عليه من القراء والمعلقين، واشكرك كثيرا على اهتمامك بي وبنشر قضيتي على الجمهور عبر الشبكة العنكبوتية. [email protected]