يبدُو أن رشيد الطّالبي العلمي وكيل لائحة حزب التّجمع الوطني للاحرار بمدينة تطوان، غير مُصدِّق للنّتيجة التي أفرزتها صناديق اقتراع يوم 4 شتنبر، حيث يقوم -حسب مصادر مطّلعة- بجلسات سرّية، واجتماعات خاصّة بأحدى الفيلات بضواحي تطوان، بغرض الإعداد لتحالف يمكّنه من العودة لرئاسة الجماعة الحضرية لمدينة تطوان . دعنا نتحدّث قليلاً بلغة الأرقام، حزب التّجمع الوطني للأحرار لم يحظى سوى ب 16 مقعداً، أي بخسارة 10 مقاعد مقارنةً باستحقاقات 2009، في حين أن حزب العدالة والتنمية حصل على 23 مقعد أي بزيادة 4 مقاعد مقارنة باستحقاقات 4 شتنبر، وبأرقام دقيقة أكثر، الحمامة حصلت على 9000 صوت وحسب، في حين أن المصباح حصل على 14000 صوت، الشّيء الذي يتّضح من خلاله المصباح في تقدُّم والأحرار في تقهقر . فهل يفرض الطّالبي نفسه على التطوانيين ويكسر إرادتهم بتحالفٍ مع أطرف سيّاسية، أم أنّ المصباح سيطفئ سراجه ويَظلم على الحمامة طريقها ويضِلّها عن عُشّها ! لنعُد قليلاً للوراء، ليس كثيراً فقط بداية غشت المنصرم، في كلمة للسيّد رشيد الطّالبي العلمي بالملتقى الحادي عشر لشبيبة حزب العدالة والتنمية حيث عن ما أسماه ب "التّطبيع الدّيمقراطي"، قائلاً أنه "كان من الأخلاق السّياسية احترام العدالة والتّنمية لما أفرزته استحقاقات 2011" مضيفاً أنه "إن حزب التّجمّع الوطني للأحرار يحترم نفسه فعليه احترم ارادةَ الشّعب وصناديق الإقتراع"، مسترسلاً أن "الشّباب يعزف عن سياسة التخرويض، وليس عن سياسة المعقول"، فإذا هل يحترم الطّالبي إرادة النّاخبين التطوانيين ويرتقي للمعقُول أم الأحوال على حالها ؟! يقول شابٌ تطوانيٌّ على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك الذي تدور فيه معارك طاحنة مثل التي تدور في الفنادق منذ ليلة الجمعة 4 شتنبر "صاحب المرتبة الأولى هو الذي من حقه أن يختار التحالف الذي سيسيّر معه الجماعة الحضرية"، يضيف آخر "صوّتنا ليسيّرنا الاكثر تمثيلية في صناديق الإقتراع، وليس أن يتحالف أقليّة بأخرى ويترأسوا حضريّة مدينتنا"، وتستمرّ تعليقات مشابهة مملوءة بالخيبة ويكسوها الإنكسار . ولا زالت إلى هذه اللحظة تروح الأخبار وتغدو على أن الطّالبي لم ييأس، ولا زال يخوض جلساته دون ان ينقطع امله بالعودة لبلديّة تطوان، بينما يقوم مناصروه بحملة إكترونية منظّمة للترويج على أن الرّئيس الحالي للجماعة الحضرية هو رشيد الطّالبي العلمي، بل أعلنت بعض المنابر الإعلامية والصفحات الفيسبوكية ذلك رسمياً، الأمر الذي ينفيه "مصابيح تطوان" ويعتبرونه "أضغاث أحلام"، لن يطول ليلهم كأصحاب الكهف وسيبزغ الصّبح ويجدون ادعمار يتربّع عرش بلديّة تطوان .