أطلق متظاهرون في أنحاء العالم ضرخة غضب يوم السبت محتجين على ما يقولون انه تدمير يلحقه المصرفيون والساسة بالاقتصادات ومعاناة يحكمون بها على الملايين بسبب الجشع وسوء الادارة.وبدأت احتجاجات يوم السبت المتأثرة بحركة "احتلوا وول ستريت" في نيوزيلندا ثم انتقلت عبر العالم الى أوروبا ومن المتوقع أن تعود الى نقطة انطلاقها في نيويورك. لكن معظم المظاهرات جاءت صغيرة ولم تكد تعطل حركة المرور. ومن المتوقع أن تكون أكبر مظاهرة في روما حيث قال منظمون انهم يعتقدون أن 100 ألف سوف يشاركون.وقالت نيكلا كريبا (49 عاما) التي كانت ترتدي قميصا مكتوبا عليه "كفى" لدى وصولها للمشاركة في مظاهرة روما "على المستوى العالمي لا يمكن أن نظل نتحمل عبء دين عام لم نتسبب فيه بل تسببت فيه حكومات السرقة وبنوك فاسدة ومضاربون لا يعبأون بنا. "لقد تسببوا في هذه الازمة العالمية ومازالوا يتربحون من ورائها .. ينبغي أن يدفعوا ثمنها."ويعتزم متظاهرو روما ومن بينهم عاطلون وطلبة ومتقاعدون تنظيم مسيرة عبر وسط المدينة مرروا بمبنى الكولوسيوم وحتى ساحة سان جيوفاني.وينتشر نحو ألفي شرطي للمحافظة على الطابع السلمي لمسيرة متظاهري روما الذين يسمون أنفسهم "الساخطين" وتفادي تكرار العنف الذي اندلع العام الماضي عندما وقعت صدامات بين الشرطة وطلاب كان يتظاهرون بشأن سياسة التعليم. ومع توجه نحو 750 حافلة محملة بالمتظاهرين الى العاصمة بدأت طلبة في جامعة روما الاستعداد بمظاهرة صغيرة صباح يوم السبت. ورفعوا لافتات تقول "أموالكم أموالنا" و"نعم نحن معتصمون" في تحوير لشعار "نعم نستطيع" الذي استخدمه الرئيس الامريكي باراك أوباما ابان حملته الانتخابية وفي محاكاة لاحتلال متنزه زوكوتي قرب وول ستريت في منهاتن اعتصم بعض المحتجين قبالة مقر بنك ايطاليا المركزي لعدة أيام. وجاءت الاحتجاجات العالمية استجابة لدعوات من متظاهري وول ستريت لانضمام مزيد من الناس اليهم. وشجع المثال الذي ضربوه على دعوات لاعتصامات مماثلة في عشرات المدن الامريكية من يوم السبت. وينتقد المتظاهرون في ايطاليا رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني ويبدون استياء لفوزه في اقتراع على الثقة أجراه البرلمان يوم الجمعة.وأقرت الحكومة حزمة تقشف بقيمة 60 مليار يورو شملت زيادة الضرائب ورفع تكاليف الرعاية الصحية. كان طلبة قد اقتحموا مكاتب جولدمان ساكس في روما يوم الجمعة حيث كتبوا على الجدران باللون الاحمر. وقام اخرون بالقاء البيض على مقر أوني كريديت أكبر بنوك ايطاليا. وانطلقت مظاهرات يوم السبت من نيوزيلندا وأستراليا. وتظاهر عدة مئات في الشارع الرئيسي في أوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا لينضموا الى مسيرة شملت نحو ثلاثة الاف شخص رددوا الهتافات وقرعوا الطبول احتجاجا على جشع الشركات. واحتشد نحو 200 شخص في العاصمة ولنجتون و50 اخرون في متنزه بمدينة كرايست تشيرش بجنوب البلاد والتي ضربها زلزال مدمر في وقت سابق هذا العام. وفي سيدني تظاهر نحو ألفي شخص من بينهم ممثلون عن السكان الاصليين وشيوعيون ونقابيون خارج مقر بنك الاحتياطي الاسترالي. وقال نيك كارسون المتحدث باسم حملة "احتلوا ملبورن.أورج" بينما كان نحو ألف شخص يحتشدون في المدينة الاسترالية "أعتقد أن الناس تريد ديمقراطية حقيقية. لا يريدون نفوذا للشركات على ساستهم. يريدون أن يخضع ساستهم للمساءلة." وتظاهر المئات في طوكيو بمشاركة محتجين مناهضين للطاقة النووية. وفي مانيلا عاصمة الفلبين نظم بضع عشرات مسيرة الى السفارة الامريكية رافعين لافتات تقول "تسقط الامبريالية الامريكية" و"الفلبين ليست للبيع".وتجمع أكثر من ألف شخص عند بورصة تايبه وهتفوا "نحن 99 بالمئة من تايوان" وقالوا ان النمو الاقتصادي لم يصب الا في مصلحة الشركات في حين أن أجور الطبقة الوسطى لا تكاد تغطي تكاليف الاسكان والتعليم والرعاية الصحية الاخذة بالارتفاع