يوما تلو الآخر، يكشف الواقع عن تفكك أوصال وحدة القيادة المزعومة في جبهة البوليساريو، صنيعة الجزائر في تندوف. الأخبار القادمة من تندوف، ليس عن طريق الصحراويين المحتجزين، وإنما حسب العديد من المنظمات الحقوقية في المنتظم الدولي وفي الجزائر نفسها التي اعتادت أن تشتري صمت مثل هذه المنظمات تؤكد أن وحدة هذه القيادة التي استمرت بالكاد على إيقاع التفكك منذ بداياتها بسبب تضارب الأفكار بينها وتضارب المصالح تسير اليوم إلى نهاياتها الحتمية بعد أن طغت المصالح الشخصية على مصالح المحتجزين الصحراويين، ولعل أهم المصالح الشخصية هي الاستفراد بالمساعدات الإنسانية المادية والعينية واللوجيستية التي تنقض عليها هذه القيادة مستغلة الغطرسة والغنجهية الممارسة ضد من تسميهم مواطنيها من الصحراويين المحتجزين. نداءات الاستنكار والتنديد ومعها توقعات بانهيار القيادة المزعومة في البوليساريو، تعدت المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية داخل تندوف والجزائر وخارجهما تعدتها إلى المنابر الإعلامية والأقلام والأصوات الحرة في الميدان الصحفي. هكذا أكدت مجموعة من الصحراويين الغاضبين تناضل ضد "الفساد والمواقف غير المسؤولة والمسيئة لقيادة "البوليساريو" في مقال لها صدر بمدريد تؤكد فيه، أن سفينة البوليساريو تغرق يوما بعد يوم، فيما المشهد السائد بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، أقل ما يمكن القول عنه إنه مثبط وأوضحت المجموعة، التي تضم صحراويين مقيمين بتندوف وخارجها، في المقال الصحفي ذاته أن سفينة البوليساريو تغرق، وانقسام واختلاف المعايير حول قضايا مهمة يبرز انعدام الوحدة داخل قيادة هذه الجبهة. وأضافت مجموعة "الصحراويين الغاضبين"، آسفة على أن المصلحة الشخصية والخاصة تغلب على المصلحة الجماعية في إشارة إلى الاستبداد الذي تمارسه هذه القيادة ضد المحتجزين، مؤكدة أنه بسبب الاختلاف والانقسام والمواجهات داخل قيادة "البوليساريو"، يجد السكان الصحراويون، الضحية الأولى لهذا الوضع، أنفسهم أمام مشهد مثبط فعلا. وشددت المجموعة على أن كل ما قيل يثبت أن الصحراويين ليسوا على استعداد لتحمل كل شيء حتى لا تشوه مصداقية قيادة البوليساريو، مشيرة إلى أن القادة الذين يفترض فيهم أن يكونوا قدوة يجب عليهم أولا احترام وإعلاء القانون لا الاستعلاء عليه. وبعد أن أشارت إلى أن حالة الشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف، المحتجزة منذ الصيف الماضي بمخيمات تندوف، تعد نموذجا آخر على انقسام قيادة "البوليساريو" حول تدبير هذه القضية، اتهمت المجموعة قادة هذه الحركة بتنظيم ما يسمى برنامج "عطلة في سلام" كل صيف فقط بغية الاستفادة من هذا الوضع عبر بيع جوازات السفر، واستغلال النفوذ والتلاعب بالمساعدات الإنسانية. وذكرت المجموعة، التي تتهم قادة الانفصاليين بتجاهل هموم الشعب الصحراوي، بأن جهة بلنسية شرق إسبانيا، وردا منها على موقف قيادة "البوليساريو" تجاه حالة محجوبة، قررت تعليق المساعدات الموجهة لسكان مخيمات تندوف إلى حين الإفراج عن هذه الشابة. وأردفت هذه المجموعة أنه بعد 39 عاما من السلطة، شكلت قيادة "البوليساريو"، التي "لا تقبل الأفكار المعارضة"، نظاما فاسدا أدى إلى وضع فوضوي وكارثي داخل مخيمات تندوف.