عادت وسائل الدعاية الانفصالية ومن يواليها من أبواق غربية ترتع في المال الجزائري لتزوير الحقائق وفبركة الادعاءات والصور لتشويه صورة المغرب، وآخر تلك الإبداعات الرديئة هو ما أسمته وكالة أنباء البوليساريو بمعرض للصور الفوتوغرافية بلندن بحضور ممثل الجبهة في بريطانيا، وزعمت أن الصور من إنجاز المصورة الإسبانية كينتينا فاليرو، وادعت أن الصور تم التقاطها بمدينة العيون المغربية في نونبر من السنة الماضية. والمعرض مجرد خدعة لكن لا يمكن أن تنطلي على الفاطن من الناس، فنشير بداية إلى أن المصورة الإسبانية كينتينا فاليرو لم تزر مدينة العيون في الشهر المذكور ولا يوجد أي دليل ولو بسيط حول وجودها في المدينة المذكورة، وبالتالي فإن توقيع الصور من قبل المصورة المذكورة وفي التاريخ المذكور يعتبر اعتداءً واضحًا على مهنة قرر أصحابها أن تكون مساعدة لمهنة التأريخ وكتابة يوميات الناس والمجتمعات، وبفضل أموال النفط الجزائري تحولت إلى حرفة لخدمة التزوير التاريخي الذي تمارسه جبهة البوليساريو ومن يقف خلفها. أما ثالثة الأثافي فهو موضوع الصور. فقد زعمت المصورة والقائمون على المعرض، على أنها تعتبر دليلا على محنة المرأة الصحراوية بالمدن الصحراوية المغربية، لكن الرائي لأول وهلة ودون حاجة إلى التمعن كثيرا يعرف أن تلك المشاهد غير موجودة بمدن الصحراء المغربية، تلك المدن التي حولتها إرادة المسيرة الخضراء من رمال إلى عمران. وقد سبق للباحث هنري لويس فيديي أن وثق هذه التحولات في كتابه "إرادة أقوى من الرمال". بينما الصور التي ظهرت في المعرض المذكور تم التقاطها بمخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف ولا يحتاج المرء كبير عناية لمعرفة مكان تصويرها. وكما قالت العرب قديما "وعاد وبال البغي على صاحبه" أو كما يقول المغاربة "اللي حفر شي حفرة يطيح فيها"، فإن البوليساريو التي أرادت من خلال الصور المذكورة إظهار ما أسمته معاناة المرأة الصحراوية بالمدن المغربية الجنوبية، وبعد انفضاح أمر تلك الصور أصبح الدور عليها، فإن المعاناة المذكورة هي التي تعانيها المرأة في مخيمات الاحتجاز. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها فبركة صور من أجل تشويه صورة المغرب. فقد نشرت صحف إسبانية، وعلى نطاق واسع صورة لطفل فلسطيني، أصابه رصاص الإجرام الصهيوني، وتم ربط هذه الصورة بأحداث مدينة العيون، وذلك لاتهام المغرب بممارسة الإبادة في حق أطفاله من الصحراويين المغاربة. وبشكل متزامن وممنهج، بثت قناة إسبانية صورة مفبركة، لجريمة قتل وقعت في مدينة الدارالبيضاء، حيث أقدم مختل عقليا على قتل أربعة من أفراد عائلته، وقد بثت القناة الإسبانية هذه الصورة بكونها ترتبط بأحداث العيون. وفي كلا الحالتين حضرت الصورة، كما حضر التعليق وحضر التحليل الصحفي، لكن كل هذا حضر في سياق مختلف، ينافي كل أدبيات مهنة الصحافة، بل وينافي كذلك كل أخلاقيات المجتمعات المتحضرة التي تحترم نفسها.