سيرا على نفس الخطى التضليلية للانفصاليين ووفاء لنهج تحريف الحقائق وتسويق صور سلبية – مفبركة - في حربها الإعلامية ضد المغرب، نظمت جبهة البوليساريو، نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة الإنجليزية لندن، معرضا للصور يوثق الحياة الاجتماعية لنساء صحراويات تم تقديمها على أنها التقطت في مدينة العيون، لكن تبين أن كل صور المعرض تم أخذها بمخيمات تندوف.. وقد ساهم في تدعيم أطروحة تزوير الحقائق المرتكبة وكالة الأنباء الصحراوية، التي بالمناسبة تحاكي من حيث الشكل والماكيت والديزاين وكالة الأنباء المغربية، حيث أفردت تغطية كاملة باللغة الإنجليزية لهذا المعرض، معتبرة أنه يعكس نضال النساء الصحراويات بالمغرب.
المعرض الذي زاره عدد من البريطانيين الموالين للأطروحة الانفصالية، نظم من طرف الفوتوغرافية الإسبانية "كينتينا فاليرو"، التي كانت قد قامت سنة 2013 بإنجاز روبورتاج مصور عن الحياة اليومية لنساء صحراويات وعن الكيفية التي يقضي من خلال الأطفال يومياتهم في مخيمات تندوف، لكن وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو بشكل فاضح أعادت نشر نفس الصور مدعية أنها ملتقطة من داخل مدينة العيون، ولم تقف عن هذا الحد بل أضافت شهادات مفبركة لنساء صحراويات انفصاليات يحكين وفق تعبيرهن عن تعرضهن للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، وعن ما يصفنه ب "خروقات حقوق الإنسان المقترفة من طرف القوات المغربية"..
لكن سهل فضح كل تلك التلاعبات التي تنهجها جبهة البوليساريو كلما ضاق بها الخناق، حيث لم تسعفها كل السيناريوهات التي حبكتها ضد المغرب، الذي يسجل أكثر من نقطة في مشواره لنيل الاعتراف الدولي بصدقية وواقعية طرحه المتمثل في الحكم الذاتي.. بحيث أن الصور 25 المعروضة تبين بالواضح أنها أخذت في مخيمات تندوف وليس في مدينة العيون كما تدعي وكالة الأنباء الصحراوية، كما أن المصورة الإسبانية لم تزر في التاريخ المذكور مدينة العيون..
وهي أدلة ملموسة تعري زيف ادعاءات البوليساريو، التي تحاول صرف نظر العالم عما يجري بداخل مخيماتها وما تعيشه من دينامية تسير في اتجاه المطالبة برحيل كبير الانفصاليين عبد العزيز المراكشي، الذي فضحت تطورات الأخيرة التي تعيشها الجزائر بعد أزمة مرض بوتفليقة، كيف انخرط في حملة منظمة لتصدير أزمة الجارة الشقيقة للمغرب، في حين أن ما تعيشه المخيمات هو الأزمة نفسها.