تتواصل يوما بعد يوم حلقات مسلسل رفض الهيئات السياسية الدولية الانسياق وراء ادعاءات البوليساريو ، فبعد مجلس الأمن والأممية الاشتراكية ، جاء دور مجلس الاتحاد الأوروبي الذي رفض الوقوع في فخ الأكاذيب والافتراءات الإعلامية التي واكبت أحداث العيون . حيث قررت ندوة الرؤساء - وهي هيئة تقريرية للبرلمان الأوروبي _ سحب مشروع قرار حول الصحراء المغربية كان من المفترض أن يطرح للتصويت عليه خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي يوم الخميس 25 نونبر الجاري . بعد التوضيحات والأدلة القوية التي قدمها رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري الأسبوع الماضي ببروكسيل لمختلف الفرق في البرلمان الأوروبي حول الأحداث المأساوية بالعيون. ولعل رفض الهيئات السياسية الأوروبية والدولية الانسياق وراء مزايدات انفصاليي البوليساريو مدعومة بالآلة الدبلوماسية الجزائرية، -التي تحركت مؤخرا وبشكل مكثف داخل كواليس البرلمان الأوروبي - شكل صفعة قوية وجديدة للبوليساريو وربيبتها الجزائر. فرغم المحاولات العديدة التي باشرها الانفصاليون للدفع بالمفوضية الأوروبية في اتجاه إعادة النظر في العلاقات مع المغرب ، من ضمنها طلب إلغاء اتفاقية الصيد البحري وتجميد اتفاقية الصداقة وحسن الجوار.ومراجعة الوضع المتقدم وكل الترتيبات الخاصة الأخرى التي تم توفيرها للمغرب من طرف الاتحاد الأوروبي، لم تغير شيئا وباءت جميعها بالفشل عندما اصطدمت بحقيقة مفادها أن المغرب يعتبر شريكا رئيسيا لأوروبا ،وفي مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وأعربت جبهة الانفصاليين عن أسفها لتجاهل رئيس الحكومة الإسبانية خوسي رودريغيز ثاباتيرو الحديث عن ترديد و تبني الأكاذيب التضليلية للبوليساريو فيما يتصل بالأحداث الأخيرة التي شهدتها العيون خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اختتام قمة حلف الشمال الأطلسي السبت الماضي بلشبونة. وجاء في بيان للوزير الأول لجمهورية الوهم تلقفته وكالة الأنباء الجزائرية بسرعة وبثته لأزيد من 24 ساعة بصدارة موقعها أن الحكومة الصحراوية تعرب عن أسفها "الشديد إزاء"التجاهل والاستصغار " الذي يقابل به ثاباتيرو أطروحات الانفصاليين التضليلية والمتآمرة . ويبدو أن عقد البوليساريو و الجزائر قد بدأ ينفرط في أعقاب المبادرة الديبلوماسية المغربية المضادة التي وضعت المنتظم الدولي والحقوقي في صلب الصورة الحقيقية لأحداث العيون المدبرة. ويجمع المراقبون على أن التوظيف الاحتيالي والمصلحي لأحداث العيون أسهم في تفاقم عزلة البوليساريو بعد أن تفطن العالم بأسره لنزواته الابتزازية وتأكد من مسؤولية عناصره عن الأعمال الوحشية التي ارتكبت في حق عناصر الأمن خلال الأحداث في حين ما زال قادة مرتزقة تندوف يتحملون وزر الأرقام الملفقة عن حصيلة الضحايا في ذات الأحداث.