سجل أعضاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني لأحرار بجهة الدارالبيضاء حالة التشرذم التي يعيشها الحزب وجمود هياكله التنظيمية، وأوضح الأعضاء الذين اجتمعوا مساء أول أمس الإثنين بمنزل الراحل مصطفى عكاشة، أن مناضلي الحزب بالجهة يعيشون حالة من التهميش سواء تعلق الأمر بأعضاء المجلس الوطني أو أعضاء اللجنة المركزية الذين لا يتم إشراكهم في اتخاذ القرارات. وأشار المجتمعون الذين بلغ عددهم 51 من أصل 83 إلى أن الحزب يعيش حالة من عدم التواصل بين القواعد فيما بينها وبين قواعد الحزب ومسؤوليه بالجهة والقيادة المركزية للحزب، وقد استغل جنيرالات الحزب تفريط الرئيس صلاح الدين مزوار في الشؤون التنظيمية واهتمامه بالشأن الحكومي لزرع التفرقة والعمل من أجل قضاء المصالح الشخصية الضيقة. وشدد المشاركون في اللقاء على أنه لا علاقة لهم بأي أجندة خارجية بقدر ماهم مرتبطون بأهداف الحركة التصحيحية التي قادها صلاح الدين مزوار قبل سنتين وتم على إثرها إقالة مصطفى المنصوري من رئاسة الحزب، وأكدوا تشبتهم بالقرارات الديمقراطية التي تم اتخاذها في هياكل الحزب. وطالب المشاركون في اللقاء باعتماد المنهجية الديمقراطية والحكامة السياسية في تدبير الشؤون الحزبية ودعوا إلى تفعيل المجلس الوطني واللجنة المركزية هذه الأخيرة التي تعتبر وحدها ذات الصلاحية في اتخاذ القرارات الحاسمة طبقا للفصل 29 من القانون الأساسي لحزب التجمع الوطني للأحرار. وقالت مصادر من داخل التجمع الوطني للأحرار إن صقور الحزب خلقت مجموعات محيطة بها، وعززت الانقسامات داخل الحزب بدل الوحدة في إطار الاختلاف وحذرت من بوادر تمرد وثورة ضد صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب الذي انتخب في المجلس الوطني المنعقد بمراكش والذي لم يتلزم بتعهداته حسب المصادر نفسها، بل إنه تم الانحراف كلية عن أهداف الحركة التصحيحية التي قامت في وقت سابق بطرد مصطفى المنصوري وتكررت نفس الأخطاء عن طريق هيمنة بضعة أشخاص على التنظيم. ويعيش حزب التجمع الوطني للأحرار صراعات داخلية قوية منذ مدة حيث لم يلتزم مزوار ببرنامج الحركة التصحيحية والتي كان الهدف منها هو وضع الحزب على سكة الديمقراطية الداخلية بدل الانفراد بالقرارات، كما هو الحال اليوم خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية. ولاحظ التجمعيون هيمنة مجموعة ممن يسمونهم جنيرالات الحزب على شؤونه حيث لم يستطع مزوار الدعوة لعقد الهيئات التقريرية. إلى ذلك قال صلاح الدين مزوار في لغة تهديدية إن التجمع الوطني للأحرار حزب قوي ولن يخضع للضغوطات، وتوعد كل من ينخرط في هذه الحملات بالطرد من الحزب. وأضاف إن التجمع ليس سوق عكاظ ووصف تحركات أعضاء المجلس الوطني بالدارالبيضاء بالحملة المسعورة.