وصفت مصادر متطابقة الحرب الدائرة رحاها بمجلس مدينة الرباط بالقذرة، وقالت المصادر إن حزبي الإستقلال والإتحاد الإشتراكي يوظفان حاليا كل أسلحتهما المشروعة وغير المشروعة من أجل نيل شرف تدبير العاصمة الإقتصادية، وقالت المصادر إن حزب الاستقلال يعاني من عقدة إسمها عاصمة المملكة، والتي لم ينل شرف رئاستها إلا مرة واحدة، وكان ذلك في سنة 1964 حين انتخب الاستقلالي الراحل الهاشمي بناني على رأس البلدية، ومن ذلك الحين إلى يومنا لم يكرر الحزب ذلك الانتصار، كما أنه لم يطأ أي استقلاليا باسم الرباط قبة مجلس النواب إلا مرة واحدة في شخص عبد الحميد عواد عندما كان وزيرا في سنة 2003، وهو ما اعتبرته المصادر سبة في حق حزب الاستقلال الذي لم يتمكن رغم تاريخه الطويل من تطويع العاصمة الإدارية للملكة، حيث اقتصر نفوذه على مقاطعة اليوسفية التي يعتبرها حصنه الحصين، حيث كان له دائما حضور متميز، من خلال مجموعة من قادته من قبيل المقاومين بوخريص وابنه وعبد النبي لبليدي وآخرون، كما نجح الحزب في إرساء قواعد في المدينة القديمة وفي المحيط والعكاري وديور الجامع ويعقوب المنصور وأكدال، لكن ذلك كله لم يشفع له في الفوز برئاسة مجلس مدينة الرباط، وربطت المصادر هذا الفشل الذريع، بكون أبناء مدينة الرباط ظلوا يمتنعون عن التصويت ويقاطعون حزب علال الفاسي، الذي تعود على فرض مرشحين غير مرغوب فيهم ولا يحظون بثقة الاستقلاليين، وهو ما كان يؤجج غضب الاستقلاليين في الرباط، ويدفعهم في كل مرة إلى مقاطعة الانتخابات، وتعتبر المصادر إن حزب الإستقلال بالرباط يسطر عليه أصحاب الشكارة وذوي المصالح وعدد من الانتهازيين، الذين عرقلوا مسيرته منذ 1964 إلى اليوم. في المقابل أشارت المصادر إلى أن حظوظ حزب الإتحاد الإشتراكي في العودة إلى رئاسة مجلس مدينة الرباط تبدو ضئيلة جدا، وقد يمنى بهزيمة غير منتظرة بالنظر إلى الأخطاء التي راكمها الحزب طيلة الخمس سنوات الأخيرة، وأوضحت المصادر أن حرب المتاريس ستنطلق شرارتها في الأسابيع القديمة، وذلك بعد الإنتخابات التشريعية التي يتوقع أن تفرز مجموعة من اللاعبين الجدد الذين بإمكانهم تغيير وجه العاصمة الرباط، وذكرت المصادر أن حزب الإتحاد الإشتراكي بدأ فعلا في حزم حقائبه استعدادا لمغادرة المدينة، حيث أكدوا أن تجربة فتح الله ولعلو لم تكن مثمرة بالنظر إلى كثير من الاختلالات التي لا زالت تؤثر على المدينة، أبرزها إشكالية النقل الحضري ومشاكل الأزبال والدور الآيلة للسقوط، وهي إكراهات قد تدفع سكان العاصمة الاقتصادية إلى عاقبة حزب الوردة.بوشعيب الإدريسي