حصل المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي تعزز موقفه بدخول الثوار الى طرابلس، على اعتراف عربي متزايد الاثنين وخاصة من مصر والكويت إضافة إلى دعم مؤكد من الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو للصحافيين "يسعدني في هذه اللحظة التاريخية أن أعلن أن جمهورية مصر العربية تعترف بالنظام الجديد وقيادته الشرعية الممثلة في المجلس الوطني الانتقالي". وفي الرباط، انضمت السفارة الليبية إلى الثوار وأعربت عن الأمل في أن "يعترف المغرب بالمجلس الوطني الانتقالي كما فعلت تونس". وكان وزير الخارجية المصري يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي في مصر الذي كان مندوبا لبلاده في الجامعة العربية ثم انشق عن نظام القذافي بعيد اندلاع الانتفاضة الليبية في منتصف فبراير الماضي. كما أعلن عمرو أن مصر ستسلم السفارة الليبية في القاهرة ومقر المندوبية الدائمة لليبيا في العاصمة المصرية إلى ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي. بدورها خطت الكويت هذه الخطوة حيث نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية "دعم دولة الكويت وتأييدها للمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي". وكانت العلاقات بين الكويت والثوار الليبيين جيدة، حيث منحت المجلس الانتقالي مبلغ 180 مليون دولار كمساعدات عاجلة خلال زيارة قام بها رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل للدولة الخليجية في أبريل الماضي، إلا أنها لم تعترف بالمجلس. وأعرب المصدر المسؤول عن تمنياته "أن يعم الأمن والاستقرار ربوع ليبيا الشقيق لتبدأ عملية البناء وصولا لما يصبو إليه الأشقاء في ليبيا". وقام عشرات من الليبيين المقيمين في الكويت بإزالة وحرق علم نظام القذافي عند السفارة الليبية ورفعوا عليها علم الثوار، حسب ما أفاد السفير محمد المبارك الذي يعمل تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي. وفي رام الله أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية تعلنان اعترافهما بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، "متمنين للشعب الليبي الازدهار". وتمنى أبو ردينة في بيان أصدره الاثنين لليبيين "العودة للحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن، مؤكدين احترام الشعب الليبي وإرادته ونضاله من أجل الحرية والازدهار". من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي "تضامنه الكامل مع الجهود الجارية بقيادة المجلس الوطني الانتقالي للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي وسلمه الأهلي". وقال العربي في بيان انه يأمل أن "يتحقق النجاح للمجلس في جهوده لقيادة المرحلة الجديدة والحفاظ على سلامة ليبيا الإقليمية وسيادتها واستقلالها". وأعلن العربي أن "الوضع في ليبيا سيكون محل بحث في اجتماع وزراء الخارجية العرب" الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية المقرر عقده الثلاثاء في الدوحة. وكان مجلس الجامعة العربية قرر في 22 فبراير الماضي تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين بعيد اندلاع الانتفاضة. كما أعرب الأردن عن أمله بان تشهد ليبيا "انتقالا سريعا وسلميا". وقال وزير الخارجية ناصر جودة إن "الأردن يراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا ويأمل أن تشهد الآن انتقالا سريعا وسلميا للسلطة يسمح بتوافق القوى السياسية والاجتماعية فيها على خارطة طريق تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي جديد فيها". وأكد جودة في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) "أهمية دور المجلس الوطني الانتقالي الليبي في هذا المضمار". وعبر عن أمله بأن "نشهد إسدالا للستار على الأوضاع المأساوية التي تعرض لها الشعب الليبي الشقيق ووضع حد لإراقة الدماء في ليبيا". من جانبها أعلنت السفارة الليبية في دمشق الاثنين انشقاقها عن الزعيم الليبي معمر القذافي وانضمامها إلى المجلس الوطني الانتقالي.وذكرت السفارة في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه "نقرر نحن سفير وأعضاء سفارة ليبيا في دمشق تأييدنا المطلق لثورة السابع عشر من فبراير ونعلن انضمامنا للمجلس الوطني الانتقالي رسميا".