اعترفت فرنسا يوم الجمعة 11 مارس 2011 بالمجلس الوطني الليبي "ممثلا وحيدا للشعب الليبي"، وبذلك تكون باريس أول عاصمة تعترف بهذا المجلس الذي كثف من تحركاته لتحقيق اعتراف دولي به. وعقب لقاء جمع مبعوثين للمجلس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، قال مسؤول فرنسي إن بلاده ستتبادل السفراء مع المجلس الجديد، داعية الاتحاد الأوروبي إلى بدء حوار مع المجلس الانتقالي. وضم الوفد الليبي رئيس لجنة الأزمة في المجلس الوطني الليبي محمود جبريل ووزير خارجية المجلس علي العيساوي، اللذين صرحا بعد الاجتماع بأن باريس قررت فتح سفارة لها بمدينة بنغازي، في حين يعاد افتتاح السفارة الليبية في العاصمة الفرنسية. وبحسب مدير مكتب الجزيرة في فرنسا زياد طروش فإن هذا الموقف الذي وصفه بأنه "سياسي ودبلوماسي ومتقدم جدا" يأتي في ظل المواقف الفرنسية التي وصفت بأنها "ضعيفة" حيال ثورتي تونس ومصر. وأشار المراسل إلى غضب ليبي كبير حيال الخطوة الفرنسية، حيث أعلنت وكالة الأنباء الليبية أنها ستكشف "سرا خطيرا" قد يطيح بساركوزي، متسائلة عن مصدر تمويل حملته الرئاسية. أما في إيطاليا فقد قال رئيس وزرائها سيلفيو بيرلسكوني إن بلاده ستتبنى الموقف الذي يقرره الاتحاد الأوروبي بشأن الاعتراف بالمجلس الانتقالي. وفي الوقت الذي أرسل فيه العقيد الليبي معمر القذافي عددا من مبعوثيه إلى دول أوروبية، قال وزير برتغالي إن الرسالة التي تم إبلاغها للمبعوث الليبي هو أن نظام القذافي قد انتهى. وكانت روسيا قد استجابت للقرار الأممي القاضي بفرض عقوبات على ليبيا، وأعلنت فرض حظر على مبيعات الأسلحة للقذافي، لكنها حذرت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف القوى العالمية من التدخل في شؤون ليبيا قائلا إن مثل هذا التدخل سيكون غير مقبول. وفي السياق، يعقد اليوم في بروكسل اجتماعان، أحدهما لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والآخر لوزراء الدفاع، في مسعى للتوصل إلى موقف أوروبي مشترك بشأن مسألتي الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجديد وإمكانية فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وبحسب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله لدى وصوله للاجتماع، فإن خيار فرض منطقة حظر طيران لدعم الثوار يعتمد على شرط إصدار تفويض من الأممالمتحدة. دعوات عربية وعلى الصعيد العربي دعا مجلس الأمة الكويتي في جلسة عقدها الأربعاء العرب إلى سحب اعترافهم بالنظام الليبي الحاكم والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي والمادي للشعب الليبي حتى تحقق الثورة الليبية أهدافها. وفي الأردن دعا حزب جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- الدول العربية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، وسحب الاعتراف بنظام القذافي "الفاقد للشرعية". رسل القذافي من جهة ثانية، أجرى الأربعاء موفدون للعقيد معمر القذافي لقاء مع مسؤولين مالطيين، ثم توجه الوفد الليبي بعد هذه المحادثات إلى البرتغال لإجراء مشاورات في لشبونة. كما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية في بيان أن ديميتريس دوليس نائب وزير الخارجية اليوناني سيجري محادثات في أثينا اليوم الخميس مع مبعوث ليبي رسمي، مشيراً إلى أن الزيارة تم ترتيبها باتفاق مع آشتون. كما وصل وفد ليبي رفيع المستوى بقيادة مسؤول الإمداد في الجيش الليبي اللواء عبد الرحمن الزوي، إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث اجتمع مع مسؤولين مصريين كبار. ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن دبلوماسيين ليبيين منشقين قولهم إن الزوي جاء إلى مصر يحمل رسالة من القذافي إلى المجلس العسكري الحاكم تتضمن طلبات بمساعدته في مواجهة الثوار الذين يحاولون الإطاحة به. كما ذكر الدبلوماسيون –حسب الوكالة- أن الرسالة التي يحملها الزوي تنطوي أيضا على تهديدات بطرد مئات الآلاف من العمال المصريين في ليبيا في حال وقوف مصر مع الثوار الليبيين وعدم دعم نظامه. وعلى صعيد ذي صلة، نفت الصين –التي كانت حاولت عرقلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 بشأن ليبيا- وجود أية خطة أو نوايا لديها للاتصال بأعضاء من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أو الاعتراف به. وذكرت مصادر إعلامية أن السفير الصيني لدى طرابلس جاي جون التقى قبل أيام برئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي بهدف تطوير علاقات التعاون في المجالات النفطية والمالية والاستثمار وتنسيق المواقف السياسية.