ياسمينة الحاجة، أوالحاجة ياسمينة سيان؛ وهو عنوان بارز لامرأة متميزة تفيض حيوية وشبابا فقط كلما تعلق الأمر بحملة انتخابية، أما ما عدا ذلك فكل حركاتها وسكناتها تدخل مدّا وجزرا في باب أفعال العجائز وطرائفهن وهن اللائي يكثر أنينهن ويهون نشاطهن مع عُتيّ الكبر.. فهي تجدُّ في استدراج الناخبين باستمالة خاصة، وتكد في حشدهم أثناء الحملات الانتخابية وقبيل الاقتراع عن طريق توزيع الوعود المختلفة الأصناف والقيم؛ ما بين وعد بالشغل لعاطل وعاطلة، ووعد بالحصول على رخصة نقل (گريمة) لمن فاته قطار الدراسة والتكوين وانعدمت فيه صفة المواطن النافع أو كادت، ووعد برخصة للبيع بالتِّجوال لصالح من نزح إلى الدارالبيضاء قادما إليها من الهوامش أو من البوادي والمدن الصغيرة القريبة.. واللائحة طويلة من صنوف ياسمينة من الوعود لاستدراج الناخبين ولَمِّ أصواتهم؛ ولمن أراد التأكد من صحة هذه الحيوية والنشاط في هذا التخصص لدى هذه المرأة، عليه أن يسترجع ذاكرة الدائرة الانتخابية التي تترشح فيها، وهي دائرة "آنفا" المتميزة، بالإضافة إلى مرافقها السوسيو اقتصادية الجلّى، بالحيوية كذلك في أحيائها الشعبية الممتدة ما بين المدينة القديمة عند حدود "البْحِيرة" مرورا بالهجاجمة والعنق وبدرب غلف وما أدراك ما درب غلف بأسواقه المختلفة وانتهاءً عند باشكو عند مشارف "الوازيس"، بل لمن أراد التأكد من صحة النجاح لدى هذه المرأة في فن الاستمالة والاستدراج أن يسبر أغوار "جوطية" درب غلف واتساع رقعة جغرافية هذه الجوطية بفلسفة جهنمية من إخراج مدام ياسمينة وأعوانها، اتساعها في عهدها عن طريق اتساع رقعة الباعة المتجولين بصنفيهما؛ صنف الباعة من غير واقٍ من الشمس، وصنف باعة آخرين بواقٍ ضد الشمس، إذ يتحول هذا الواقي تحت جنح الظلام أو وضح النهار إلى براكة ثم إلى محل تجاري يساوي أموالا باهظة في هذه الجوطية، أما المقابل فهو معروف؛ التصويت لصالح حزب الاستقلال، لصالح ياسمينة و"بسْ". ياسمينة التي أخفقت في كل شيء عدا ظهورها بالمظهر الأنيق والابتسامة الوديعة كلما كانت "الكاميرا شاعلة" في حالات القرح وما أكثرها في عهدها، كما في حالات الفرح، وما أقلها؛ تدهورت بالمقابل، وهي وزيرة للصحة الخدمات الصحية في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الاستشفائية الجامعية وتفشت الرشوة وقلت الأسِرّة وارتفعت أرقام المرض وأنواع الأوبئة، فسبتت المرأة طوال مدة تحملها المسؤولية، صامت دهرا لتفعل كفرا حينما "خرجت" بقرار إغلاق مصحات وغضت الطرف عن أخريات إما محاباة أو تحت ضغط ما ، لا يعرفه إلا الراسخون. وتحصيل حاصل لذلك أنها فعلت ذلك لتلميع صورتها ولتطلق العنان لحملتها الانتخابية بشكل مبكر وتكون النتيجة أنها أوقدت نار الفتنة بينها وبين النقابات وبين الأطباء. عندما نتحدث عن ياسمينة الحاجة التي قد لا تجيد إلا شطحات سياسية هنا وهناك، فإنما نتحدث عن المرأة التي شاخت في أفكارها وبرامجها كما شاخت "تخريجاتها" التي فطن كل المواطنين بها، وشيخوختها الحقيقية تؤكدها الدراسة الميدانية التي أجرتها مؤسسة فرنسية قبل الاستفتاء الأخير على الدستور، وهي الدراسة التي استطلعت شبابا حول الشخصيات "الوزارية" التي يمكن أن تلعب دورا سياسيا مهما في مستقبل المغرب، فكانت النتيجة أن دخلت ياسمينة "نادي الشيوخ" السياسيين غير المرغوب فيهم من طرف المستجوبين، وهم المحجوبي أحرضان الذي حصل على نسبة 10% فقط من إمكانية لعبه دورا مستقبليا، ومحمد اليازغي الذي حصل على نسبة 11% ومحند العنصر على 13%، فيما تذيلت ياسمينة بادو "نادي الشيوخ" هذا بنسبة 8% فقط من إمكانية لعبها دورا سياسيا مستقبليا؛ بمعنى أنها شاخت أكثر فأكثر ولم يعد مرغوبا فيها. محمد عفري