قتل 4 اشخاص واصيب 23 شخصا في هجوم ارهابي شرقي الجزائر أمس، يعد الأول الذي تنفذه انتحارية والثاني في اقل من شهر يستهدف مركزا للشرطة. والهجوم الذي استهدف مركزا للشرطة ومركزا لمكافحة الارهاب في بلدية الثنية شرقي الجزائر العاصمة أسفر في حصيلة أولية لمصادر طبية عن مقتل أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من عناصر الشرطة، وخلف 23 جريحا بعضهم في حالة حرجة، مما قد يرفع عدد قتلى الهجوم الذي تم بسيارة ملغومة. ورغم أن وسائل الإعلام اشارت في البدء إلى أن عدد ضحايا الهجوم بلغ 10 قتلى وعشرات الجرحى معظمهم في حالة خطرة، إلا أن وزارة الداخلية الجزائرية أكدت مقتل اثنين فقط وإصابة 23 آخرين. واستهدف الهجوم أحد مقار الشرطة ومركزا آخر لمكافحة الإرهاب. وذكر شهود عيان أن مبان أخرى تضررت بشدة جراء الهجوم، خاصة مبنى البريد القريب من موقع الانفجار.وقع هذا الانفجار بعد أقل من شهر من اصطدام سيارة محملة بالمتفجرات بمركز للشرطة في بلدة الناصرية الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترا شرقي العاصمة في الثاني من يناير الجاري، مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الأمن وإصابة 20 شخصا. وذكر شهود عيان أن الحزام الأمني الذي كان يحيط بمقار الشرطة لم يقلل من حجم الخسائر البشرية و المادية التي طالت المكان، وأن منفذ الهجوم حاول اختراقه قبل أن يتنبه اليه رجال الأمن الموجودين عند مدخل المنطقة ويطلقون الرصاص باتجاهه للحيلولة دون اقتحام المقر، ما أدى بهذا الأخير إلى تعجيل تفعيل القنبلة بعدما انهال عليه وابل من رصاص رجال الأمن. وحسب الشهود فإن وقوع الانفجار في ساعة مبكرة أي في السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، جنّب وقوع المزيد من الضحايا بالأخص في صفوف تلامذة المدارس، كما أن المحلات التجارية التي لا تفتح أبوابها في ذلك التوقيت تعرضت واجهتها للتلف. وجاء الهجوم الارهابي في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز بلخادم موافقة بلاده على استقبال فريق من خبراء الاممالمتحدة لتعزيز الإجراءات الأمنية حول مصالح المنظمة الدولية شرط أن تبادر بنفس الشيء في أكثر من دولة. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد ذكر الاسبوع الماضي أن المسؤولين الجزائريين وافقوا على بعثة دولية تحقق ميدانيا في شروط أمن الموظفين بمكاتب الجزائر، وأنه ستوسع نشاطها عبر دول العالم لإعداد تقرير حول تحسين الإجراءات الأمنية في هياكل الأممالمتحدة. وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن انتحارية هي التي نفذت الهجوم، مما يعد في حال تأكيده بأنها المرة الأولى التي تقوم فيها سيدة بارتكاب مثل هذه الهجمات في الجزائر. وكانت الشرطة الجزائرية قد قتلت خلال الأيام الأخيرة ثلاثة ارهابيين بولاية بومرداس في عمليات مداهمة للمنطقة. كما قصفت قوات الأمن الخميس الماضي عددا من النقاط في منطقة القبائل يشتبه في اختباء قيادين تابعين للتنظيم الارهابي الذي يطلق على نفسه ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وتقوم قوات الدرك الوطني بفرض طوق أمني بمنطقة الانفجار وتفتيش حافلات الركاب. وكان تقرير إخباري قد ذكر الاحد الماضي أن قوات الأمن الجزائرية المكلفة بمكافحة الإرهاب تتعقب أثر 62 انتحاريا بينهم سيدة. وأفادت صحيفة ''لوإكسبريسيون'' الجزائرية بأن سيدة تبلغ من العمر 25 عاما وتنحدر من مدينة ميديا جنوبالجزائر العاصمة اختفت قبل بضعة أيام عندما أدركت أنها تحت المراقبة لصلتها بالتنظيم الارهابي. كما ذكرت صحيفة ''الوطن'' امس ان الشرطة الجزائرية قتلت امس الاول شخصا يشتبه انه عضو بارز في الجماعة الارهابية التي خططت للهجوم المزدوج في 11 ديسمبر واعتقلت أربعة أعضاء آخرين من الجماعة قرب قرية كور سو شرقي الجزائر العاصمة. وذكرت الصحيفة المستقلة التي تصدر بالفرنسية ان الجماعة كانت تخطط لهجوم انتحاري آخر في العاصمة الجزائرية. وقالت الصحيفة ان الشرطة الجزائرية ضبطت شاحنة ومتفجرات. واشتريت الشاحنة من قرية تيجلابين التي اشتريت منها الشاحنتان المستخدمتان في هجوم 11ديسمبر المزدوج.