تترأس سعيد حميد الجاري الكتبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة المعتمد بالرباط مساء أول أمس بالدارالبيضاء حفل تدشين مكتب شركة الاتحاد الإماراتية للطيران بحضور مديرها المالي وموريس فوليلي المدير التنفيذي لمنطقة إفريقيا الشمالية والغربية لشركة الاتحاد الإماراتية للطيران، الذي تم تعيينه في هذه المهمة في فبراير 2009، وهو مكلف بتسيير مقر الشركة في الدارالبيضاء. المكتب الجديد الذي دُشن بحضور سفير دولة الإمارات بهدف اقتراب الشركة أكثر من زبنائها يوجد في شارع المسيرة، وهو المكتب الذي يوفر مجموعة من الخدمات المتكاملة كالحجز والتذاكر وكل ما ارتبط بالشحن الجوي. سفير الإمارات بالمناسبة سعيد حميد الجاري الكتبي خص »النهار المغربية« بحوار تطرق فيه إلى العديد من المواضيع، أهمها العلاقات الاقتصادية التي تربط الدولتين ونمو الاستثمارات الإماراتية في المغرب، على الرغم من الأزمة الاقتصادية. كيف ترون افتتاح مكتب جديد لشركة الاتحاد الطيران في عز الأزمة الاقتصادية؟ أولا، المكتب هو إضافة نوعية للشركة التي دشنت بداية برنامجها بالمغرب عن طريق مكتب لها بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء قبل ثلاث سنوات، وبالضبط في يونيو 2006، وثانيا أن افتتاحه في هذا الوقت دليل على أن لا تأثير في قطاع المعاملات الثنائية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، على الرغم من تفشي الأزمة الاقتصادية العالمية. كيف ذلك؟ العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، وعلى الرغم من هذه الأزمة، كانت وما زالت قوية بفعل تثمين أواصر التعاون السياسي والاقتصادي، إذ يظل المغرب محطة رواج مهمة للاستثمارات الإماراتية. وفيما يخص القطاع الجوي، ظلت هذه العلاقات متميزة وتطورت بشكل كبير، في الأول كانت أداة الربط الاقتصادي بين الدولتين المبني على الطيران تعتمد على شركة واحدة هي طيران الخليج التي يساهم فيها أكثر من فاعل من الخليج.. الآن تطور حجم الفاعلين والمستثمرين في الطيران الجوي، نظرا للعروض المغربية المغرية بالاستثمار في هذا القطاع، خصوصا أن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة لابد من ربط مشرقها بمغربها عبر قطاع جوي متطور الخدمة. هكذا تعددت الشركات، حيث أصبح لدينا طيران الإمارات وطيران العربية وطيران الاتحاد وما إلى ذلك، ناهيك عن فاعلين آخرين متخصصين في مجال النقل الجوي من خارج الخليج والإمارات العربية بالضبط. وفيما يخص تأثير الأزمة في القطاع الجوي بين البلدين؟ مما لا شك فيه أن الأزمة أثرت في العديد من القطاعات الحيوية وفي قطاع النقل الجوي بشكل ترابطي، حيث إنه مع بداية الأزمة ساد تخوف كبير من الانكماش المالي والركود الاقتصادي والذي ضرب المجال السياحي الذي يرتبط بشكل مباشر بقطاع النقل وقطاع النقل الجوي بالخصوص، لكن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والإمارات عموما جعلت هذا الركود والانكماش العالميين لا يؤثران في قطاع النقل الجوي، والأكثر من ذلك أن عدد المسافرين بين المغرب والإمارات تطور بشكل كبير، ولم يعرف أدنى تراجع لعدد الرحلات مثلا أو لعدد المسافرين، بل ظل في ازدياد مستمر. الدليل واضح هنا وبما أننا بصدد شركة الاتحاد للطيران، أؤكد أن رحلات الشركة من الدارالبيضاء إلى الإمارات العربية المتحدة، جيئة وذهابا، حققت نموا متزايدا منذ بداية 2008، وظلت على هذه الوتيرة في عز تفشي الأزمة، واستمرت كذلك في نموها إلى حدود اليوم، الشيء الذي جعل المسؤولين فيها يذهبون إلى حدود توسيع مجالها عن طريق افتتاح هذا المكتب. ما دمنا بصدد توسيع المجال، ألا تراهن الشركة على الانفتاح في مدن مغربية أخرى، خصوصا منها ذات الصبغة السياحية كمراكش وأگادير وورزازات؟ (يبتسم) السؤال لابد وأن يوجه إلى المسؤولين عن الشركة؛ و(يتابع) أولا، الدارالبيضاء هي المركز التجاري للمملكة المغربية، وهي الرابط الأول والأخير مع كل الروافد الاقتصادية والتجارية العالمية.. وزبناء الاتحاد للطيران الوافدون على المغرب لا ينحصرون في السياح، بل يتعدون ذلك إلى رجال الأعمال والتجار والصناع والمستثمرين والطلبة من مختلف الجنسيات الخليجية والشرق، من السعودية وسلطنة عمان والبحرين والهند وأستراليا وماليزيا و... والمدن المغربية يصلها زبناء الاتحاد الوافدون إلى المغرب من هذه البلدان عبر اتفاقيات ثنائية بين الشركة الإماراتية وشركة الخطوط المغربية عبر نظام الرسم الأزرق الذي يؤمن ربط رحلات الزبناء ليس إلى المدن المغربية السياحية، وإنما إلى البلدان الإفريقية الأخرى.. حينما نتحدث عن النقل الجوي والاستثمار فيه لا نتوقف عند نقل المسافرين، بل يتعدى ذلك إلى الشحن الجوي الذي عرف هو الآخر نموا متزايدا خلال نفس الفترة التي عرف فيها النقل الجوي للمسافرين للشركة نموا كبيرا. عبارة النمو تجرنا إلى نمو الاستثمارات الاقتصادية الإماراتية في المغرب، هل هناك تراجع في ظل الأزمة أم العكس؟ الأزمة، كما سبق وأكدت، لم تؤثر في رقم معاملات الاستثمارات الإماراتية بالمغرب، بل ظل الحجم كما هو معتاد. وفيما يخص المشاريع العقارية الإماراتية؟الاستثمارات الإماراتية في قطاع العقار بالمغرب كبيرة ومتطورة والدليل في ذلك هو المشروع الكبير باب البحر لشركة المعبر الدولية للاستثمار الذي أشرف وضع حجره الأساس سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد والذي تبلغ قيمته 750 دولار، حيث من شأنه المساهمة في التنمية بالمنطقة وخلق فرص عمل جديدة واستقطاب السياح إلى العاصمة الرباط.