انتخب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المنعقد أخيرا عبد العزيز أفتاتي عضوا بالأمانة العامة، وكان أفتاتي، النائب البرلماني عن الحزب بوجدة، قد خرج من الأمانة العامة بعد فضيحة الاستقواء بالسفارة الفرنسية خلال تشكيل المجالس الجماعية. وبعودة أفتاتي إلى الأمانة العامة، يكون الحزب قد فتح من جديد صفحة "الاستقواء بالأجنبي". ويذكر أن أفتاتي، استقال من هياكل حزب العدالة والتنمية، وذلك إثر الرسالة التي وجهها إلى سفارة فرنسا بالمغرب، ملتمسا حماية السلطات الفرنسية لفائدة نورالدين بوبكر، الذي ادعى تعرضه لاعتداء من طرف مستشارين جماعيين، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، وبرر أفتاتي سلوكه بكون نور الدين بوبكر، عضو المجلس الوطني للحزب، يحمل الجنسية الفرنسية، لكونه ازداد بالجزائر قبل استقلالها، لذلك تدخل لصالحه، وكان عبد الاله بنكيران، الأمين العام للحزب قد قال حينها "لقد تم استدعاء أفتاتي من طرف الأمانة العامة لتوضيح هذا السلوك المتنافي مع مبادئ الحزب ويخرق سلوكه السياسي". وقد استدعى شكيب بنموسى وزير الداخلية حينها بنكيران وعبد الله بها للاحتجاج على هذا السلوك وأصدر بلاغا في الموضوع جاء فيه "إن سلوك عبد العزيز أفتاتي، ليعبر مرة أخرى عن التناقضات التي تتسم بها مواقف حزب العدالة والتنمية، خاصة في ما يتعلق بالاحترام الواجب للمؤسسات الوطنية التي يجب أن تبقى في منأى عن أي تدخل أجنبي". إن العمل السياسي "أمر داخلي يجب أن يبقى مقتصرا على الأطراف الوطنية، ولا يمكن تحت أي ذريعة قبول لجوء البعض إلى جهات أجنبية لطلب الحماية أو التدخل بغية حل قضايا ذات طابع داخلي". وكان الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، قد استدعى سفير فرنسا بالرباط بخصوص الموضوع، وقال البيان الصادر عقب ذلك إن هذا الاستدعاء يأتي عقب "الرسالة التي وجهها إلى فخامة سفير فرنسا بالرباط النائب البرلماني العضو بالأمانة العامة وأحد قادة حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي، الذي اعتقد أنه يتعين عليه التوجه إلى السلطات الفرنسية بشأن حالة نور الدين بوبكر، الحامل للجنسية الفرنسية وعضو حزب العدالة والتنمية بوجدة". وأوضح البيان الصادر حينها أن "هذه المراسلة ليست مقبولة ولا معللة بأية حال من الأحوال سواء على الصعيد السياسي أو الأخلاقي"، مشيرا إلى أن "الجنسية الفرنسية التي يحملها بوبكر لا يمكنها أن تشكل حجة وتعلل أية حماية أجنبية، في ما يتعلق بانتخابات وطنية وداخلية". من جهة أخرى انتخب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أحمد الشقيري الديني عضوا جديدا بالأمانة العامة للحزب، ويعتبر الديني زعيم ثاني مجموعة سلفية تنضم إلى الحركة الإسلامية التي أسسها بنكيران وكانت تسمى آنذاك حركة الإصلاح والتجديد، وهو الذي تأثر بالتيار السلفي منذ كان يدرس الرياضيات بفرنسا وأسس بعد عودته إلى مراكش مع ثلة من رفاقه جمعية الحافظ بن عبد البر التي كانت تنافس المغراوي في سلفيته، وقد انضم هو ومجموعته بعد حوارات طويلة مع بنكيران.