انتقد محمد معتصم، مستشار جلالة الملك، بلهجة حادة زعماء الأحزاب السياسية، الذين استقبلهم مساء الخميس الماضي بتكليف من الملك، وحسب مصادر حزبية فإن معتصم قال خلال الاستقبال المذكور إن الأحزاب السياسية لم تعد تعير اهتماما للأزمة التي يعيشها المغرب وخصوصا تكالب القوى الأجنبية ومحاولة افتعال القلاقل في العيون، وحسب المصدر ذاته فإن معتصم سجل على الأحزاب السياسية أنها بدل أن تصيغ البرامج وتبحث عن حلول وأساليب المواجة شرعت في الشذ والجذب وكيل الاتهامات لبعضها البعض. ومن بين الرسائل التي حملها معتصم لزعماء الأحزاب السياسية أن دور الحزب يكمن في تأطير المواطنين والشباب منهم على الخصوص وتعبئة منخرطيها ومتعاطفيها وعموم المواطنين حول القضايا المحورية للوطن وحول مقدساته وذكر الزعماء بأن الحزب مؤسسة دستورية يجب أن تقوم بدورها كا ملا لا منقوصا، ودورها لا يتلخص في الطموحات الآنية ولا يتم تحقيق الأهداف الكبرى للحزب من خلال الطرق الملتوية واستعمال الوسائل غير القانونية. ولم تستبعد مصادرنا أن تكون أحداث العيون قد ألقت بظلالها على اللقاء المذكور باعتبار أن هناك إجماعا على تدخلات خارجية في وقوعها لكن لا بد من تحميل الأحزاب السياسية المسؤولية عما وقع وعلى كل حزب أن تكون لديه الشجاعة ليعلن عن مسؤولياته فيما وقع خصوصا وأنها تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها للعب أدوار أخرى غير تلك التي لعبتها لحد الآن. ودعا معتصم زعماء الأحزاب السياسية إلى دور الاهتمام بموضوع الجهوية والبحث عن سبل وكيفيات تنزيل مشروع الجهوية الموسعة وحث الأحزاب على ضرورة أن يترافق التنزيل مع وجود نخب محلية وجهوية مؤهلة للإيفاء بالغرض المذكور. يذكر أنه كان متوقعا أن يتم استقبال زعماء الأحزاب السياسية من طرف جلالة الملك يوم الأربعاء الماضي وهو الاجتماع الذي تأجل إلى يوم الخميس لكن لم يتمكن من استقبالهم حيث تم تبليغهم رسائل سياسية عن طريق محمد معتصم المستشار الملكي.