كشفت الوثائق الجديدة التي نشرها موقع (ويكيليكس) الشهير عن أن إسرائيل بحثت مع القيادتين الفلسطينية والمصرية عمليتها العسكرية التي نفذتها في قطاع غزة أواخر 2008 ومطلع 2009 قبل تنفيذها. وأشارت إحدى الوثائق التي تتضمن آلاف من المراسلات الدبلوماسية الأمريكية إلى أن الدولة العبرية عرضت على مصر والسلطة الفلسطينية أن تسلمهما إدارة شئون القطاع بعد دحر حركة حماس من خلال العملية التي حملت اسم "الرصاص المصبوب"، إلا أن عرضها قوبل بالرفض من كلاالجانبين. وأسفرت العملية المذكورة عن مقتل 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، إلى جانب إصابة المئات وتدمير جانب كبير من البنية التحتية في غزة. وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية قد نقلت في وقت سابق عن الوثائق ذاتها عن أن رئيس الموساد الإسرائيلي مير داجان عرض على الولاياتالمتحدة خطة لدعم انقلاب على الحكم بإيران. وطبقا لهذه الوثائق فأن داجان أكد لنائب وزيرة الخارجية للشئون السياسية، ويليام برنز، في اجتماع لهما اتفاق تل أبيب والولاياتالمتحدة بخصوص أن إيران ربما تتمكن من امتلاك السلاح النووي. وأكد رئيس الموساد في هذا الاجتماع أنه ما زال يوجد وقت لحل الملف النووي الإيراني، ولكنه حذر أيضا من أن الجمهورية الإسلامية عازمة على تحقيق قدرة التسلح النووي. وطبقا للوثائق، فإن المسئول الإسرائيلي قدم برنامج من خمس مراحل لمنع طهران من هذا الأمر، وتضمن استمرار الجهود السياسية وحزمة جديدة من العقوبات على إيران وضرورة منع نقل المعارف والتكنولوجيا لطهران. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد في وقت سابق انه لا يخشى تسريبات ويكيليكس لان تل أبيب تتبع سياسة واحدة سواء في السر أو العلانية. وقال نتيناهو "بشكل عام توجد مسافة بين ما يقال في العلن وما يقال بشكل سري، لكن في حالة إسرائيل فان هذه المسافة ليست كبيرة. في دول أخرى المسافة كبيرة جدا". وأوضح ان واشنطن لم تبلغه ان التسريبات تتضمن "مواد حساسة متعلقة بإسرائيل"، برغم انها اعترفت انه سيكون من الصعب جدا "امكانية توضيح" ماهية ال250 ألف وثيقة السرية المتعلقة بالحرب في العراق التي تتناولها التسريبات. وأفاد ويكيليكس بان الوثائق تمثل قراءة لمراسلات بين وزارة الخارجية الامريكية وال297 سفارة وقنصلية وبعثة لها في جميع أنحاء العالم. وذكر نتنياهو ان "إسرائيل ليست مركز الاهتمام العالمي". وكانت وسائل الاعلام المحلية قد ذكرت ان السفارة الامريكية في تل ابيب أخطرت الاسبوع الجاري وزارة الخارجية الإسرائيلية ان بعض المراسلات التي سيكشف عنها يمكن ان تشير إلى العلاقات بين كلا البلدين الحليفين