تميز الاجتماع الذي عقده أول أمس أعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية من أجل احتواء الأزمة التي تسببت فيها نشرة داخلية (اتحادي) انتقدت القياديين،وتصريحات أعضاء في تيار "أولاد الشعب" ببرودته بعكس ما كان متوقعا. وقد كان لافتا للانتباه تخلف الكاتب العام للشبيبة الاتحادية،علي اليازغي و"مناصريه"،عن الحضور رغم أنه يشكل المركز في دائرة الانتقادات الموجهة للشبيبة الاتحادية. ويعزى تخوف اليازغي من الحضور، حسب مصادر مطلعة، إلى تخوفه من إثارة النقاش حول "تصريحاته الكاذبة" بخصوص البيان الختامي لمؤتمر الشبيبات الاشتراكية الذي انعقد بالسويد لا سيما أن الإعلام الحزبي تكلف في حينها بتمجيد مشاركة وفد الشبيبة الاتحادية ونجاحه في إقناع الدول المشاركة بتأييد الطرح المغربي (الحكم الذاتي) قبل أن يتأكد فيما بعد أن العكس هو الذي حصل. وقد شكل اجتماع أول أمس انتصارا أوليا لتيارأولاد الشعب،وكل الداعين إلى التسريع بعقد مؤتمر وطني للشبيبة الاتحادية بعد أن أعلن المكتب السياسي على لسان فتح الله ولعلو عن تاريخ محطة تجديد الهياكل؛وهو أكتوبر المقبل. وقد كان ولعلو الذي تولى قيادة الاجتماع بدل عبد الواحد الراضي ذكيا في تعامله مع "منتقدي اليازغي"،وأصحاب "نشرة اتحادي"(مجيد مومر ونوفل بلمير وعلي الغنبوري) حيث تفادى الحديث عن الأمور بمسمياتها داعيا إلى التريث،وضبط النفس من أجل إنجاح محطة مؤتمر الشبيبة الاتحادية. وفيما يتعلق بتيار أولاد الشعب الذي يضم في لبنته الأولى كلا من مجيد مومر،عضو المكتب الوطني للشبيبة،وعضوي المجلس الوطني،عادل الحسني وحمزة الصقري،قد أكد عدد من أعضائه فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم بأن مساعي حثيثة بذلت من لدن بعض أعضاء المكتب السياسي من أجل التخلي عن تسمية "أولاد الشعب" باعتبار أن الاتحاد الاشتراكي ككل نابع من الشعب. نفس الأمر ينطبق على أصحاب نشرة "اتحادي"؛ففي الوقت الذي أكد فيه أصحابها تشبثها بإصدارها بشكل منتظم كل 15 يوما أكدت مصادر مطلعة أن بعض أعضاء المكتب السياسي يسعون إلى احتواء التجربة واحتضانها؛ لكن العدد المقبل وحده هو القادر على الإجابة عما إذا كانت هناك عملية احتواء أم لا ،وهو ما سيتأكد من خلال المواد المنشورة. وفي تعليقها على نتائج اجتماع أول أمس عبرت اللجنة التحضيرية لتيار أولاد الشعب في بلاغ لها توصلت "النهارالمغربية" بنسخة منه عن ارتياحها لتاريخ إجراء مؤتمر الشبيبة غير أنها شددت على ضرورة انعقاده بمدينة اكادير وفاء لروح "محمد اكرينة"،وتجنبا لتكريس منطق المركزية في كل من الرباط والدار البيضاء. وجدد البلاغ التأكيد على أن المكتب الوطني الذي جرى تشكيله بقيادة علي اليازغي مجرد خطأ تاريخي ناتج عن أزمة بدليل عدم قدرته على عقد اجتماع للمجلس الوطني ولو مرة واحدة. يذكر أن سبب انعقاد اجتماع موسع مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية هو تنامي عدد أصوات منتقدي طريقة علي اليازغي في التسيير،وصدور نشرة داخلية اسمها اتحادي تضمنت نقدا جريئا لقيادة الاتحاد الاشتراكي،ووصل الأمر حدود اتهام البعض بالتسلق والانتهازية.